سجّلت مجموعة من زوجات الجنود الروس، الذين يقاتلون في أوكرانيا منذ بدء الحرب في 24 فبراير/شباط، استجداءً عبر فيديو، غير عادي، للسلطات المحلية، لإعادة رجالهن أحياءً إلى الوطن، بحسب ما نشرته صحيفة The Washington post الأمريكية.
ووصفت إحدى النساء الحرب في تعليقات على الشبكات الاجتماعية بأنها "غير عادلة"، وقالت إنَّ السلطات يجب أن تتحمل المسؤولية عن مقتل المزيد من الرجال.
فيما أظهر الفيديو 16 شخصاً بالغاً، الجميع تقريباً من النساء، وطفلاً من بورياتيا، وهي جمهورية روسية فقيرة في شرق سيبيريا؛ حيث ينضم العديد من الشبان إلى الجيش بصفة جنود متعاقدين بسبب نقص فرص العمل. وعانت المنطقة من بعض أعلى معدلات الضحايا في الحرب.
وعرّفت النساء أنفسهن بأنهن عائلات جنود لواء الدبابات الخامس في تاتسين، الوحدة العسكرية 46108. وتشير تقارير إلى أنَّ ما لا يقل عن 30 جندياً من الوحدة قُتِلوا في أوكرانيا.
فيما قرأت إحدى النساء بياناً دعت فيه حاكم بورياتيا، أليكسي تسيدينوف، إلى التقصي وإحضار الرجال إلى المنزل. وقالت النساء إنَّ العديد من أزواجهن يعانون من اعتلالات صحية وإصابات، وذكر البيان: "الجنود مرهقون معنوياً وجسدياً، وكلهم يعانون من ارتجاج خفيف إلى متوسط. والجنود في الميدان منذ يناير/كانون الثاني وحتى يومنا هذا، وكثير منهم يعانون من أمراض شبيهة بالإنفلونزا".
ووصفت إحدى النساء، تدعى فيرا بارتيلخيفا، الوضع في التعليقات على الشبكات الاجتماعية بـ"الفوضى"، وفقاً لـSibir Realii، وهو منفذ إعلامي باللغة الروسية تابع لإذاعة Radio Free Europe/Radio Liberty التي تمولها الولايات المتحدة.
وكتبت فيرا بارتيلخيفا: "الجميع خائفون، لقد أُعطِي الأمرُ بالصمت! فليكن موت كل عسكري في هذه الحرب الظالمة في رقابكم!" وقالت: "نطالب بعودة أبنائنا وأزواجنا إلى وطنهم".
لكن فيرا بارتيلخيفا حذفت بيان الفيديو وملفها الشخصي، يوم الأربعاء 29 يونيو/حزيران، وذكرت وسائل إعلام محلية أنها لم تستقبل مكالمات. وأقرت روسيا قانوناً صارماً يمنع أي تصريح علني ينتقد الجيش، ويعاقب على نشر "أخبار كاذبة" عن القوات المسلحة أو الحرب في أوكرانيا بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاماً.
ووفقاً لقائمة الأسماء التي نشرتها Lyudi Baikala، وهي وسيلة إعلامية مستقلة في أولان أودي، عاصمة بورياتيا، قُتِل ما لا يقل عن 206 عسكريين من جمهورية بورياتيا في أوكرانيا. وتشير إلى أنَّ جنازات عسكرية أو ثلاث جنازات تقام في المدينة كل يوم، غالباً في قسم خاص بوزارة الدفاع في مقبرة المدينة.
وذكرت وسائل إعلام محلية أنَّ حاكم بورياتيا، أليكسي تسيدينوف، وافق على لقاء النساء يوم الأحد 3 يوليو/تموز.
في أوائل مارس/آذار، حضر حاكم بورياتيا عدة جنازات لإحياء ذكرى الجنود الذين سقطوا، لكنه توقف لاحقاً عن الحضور.
فيما كانت الاحتجاجات العامة والشكاوى من آباء الجنود الروس نادرة في الحرب ضد أوكرانيا، على عكس الحربين اللتين خاضتهما روسيا ضد جمهورية الشيشان الانفصالية في تسعينيات القرن الماضي وأوائل القرن الحادي والعشرين، عندما ساعدت لجنة أمهات الجنود في بلورة الغضب الشعبي من الخسائر العسكرية والأخطاء العسكرية الفادحة.لكن الصحيفة الروسية المستقلة The Insider ذكرت أنَّ الروس قدّموا الآلاف من رسائل الشكوى إلى الإدارة الروسية.