حذَّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء 29 يونيو/حزيران 2022، من أن بلاده ستردُّ بالمثل، إذا أقام حلف شمال الأطلسي بنية تحتية في فنلندا والسويد بعد انضمامهما إلى الحلف العسكري.
وكالات الأنباء الروسية نقلت عن بوتين قوله إنه "لا يستبعد أن تشهد علاقات موسكو مع السويد وفنلندا توتراً بسبب انضمامهما إلى حلف شمال الأطلسي".
أضاف بوتين أن موسكو "لن تنزعج" من انضمام السويد وفنلندا إلى "الناتو"، وشدد على أن "روسيا ستضطر إلى الرد في حال نشر قوات للناتو في السويد وفنلندا"، وفقاً لما أورده موقع "روسيا اليوم".
اعتبر أن "استعدادات حلف الناتو لمواجهة روسيا قائمة منذ العام 2014 وليست جديدة على موسكو"، وقال إن "موسكو تعتبر أن الحلف أداة لتنفيذ سياسة واشنطن".
جاءت تصريحات بوتين على هامش القمة السادسة لبحر قزوين التي عُقدت في عشق آباد بتركمانستان، وقال أيضاً إن "الناتو من بقايا الحرب الباردة".
جاء تعليق بوتين بعد توقيع مذكرة تفاهم بين تركيا والسويد وفنلندا، بموجبها وافقت أنقرة على انضمام البلدين إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بعدما وافقت الدولتان على مطالب أنقرة المتعلقة بمكافحة التنظيمات الإرهابية.
عقب ذلك دعا "الناتو" السويد وفنلندا للانضمام إلى عضويته، وتمثل دعوة الحلف للبلدين أحد أهم التحولات في الأمن الأوروبي منذ عقود، إذ تخلت هلسنكي وستوكهولم عن وضع الحياد التقليدي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
كان حلف شمال الأطلسي قد وصف روسيا خلال قمته الأربعاء 29 يونيو/حزيران 2022، بأنها "التهديد الأكبر والمباشر لأمن الحلفاء واستقرارهم" بعد غزو موسكو لأوكرانيا، وتعهد بتحديث القوات المسلحة في كييف، قائلاً إنه يدعم بقوةٍ "دفاع الأوكرانيين البطولي عن بلادهم".
كذلك أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال القمة، عمليات نشر إضافية للقوات الأمريكية براً وبحراً وجواً في أنحاء أوروبا، من إسبانيا في الغرب إلى رومانيا وبولندا على الحدود مع أوكرانيا.
كان الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، قد أعلن قبل القمة أن الحلف يعتزم زيادة عدد القوات المنتشرة في حالة تأهب قصوى، بواقع سبعة أمثال، إلى أكثر من 700 ألف جندي.
بينما كان قادة الحلف يجتمعون في مدريد، صعّدت القوات الروسية هجماتها في أوكرانيا وضربت أهدافاً في منطقة ميكولايف بجنوب البلاد والقريبة من خطوط المواجهة.
من جانبه، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقادة الحلف، أن بلاده بحاجة إلى مزيد من الأسلحة والأموال للدفاع عن نفسها في مواجهة التفوق الروسي الكبير في قوة النيران المدفعية والصاروخية، محذراً من أن طموحات موسكو لن تتوقف عند أوكرانيا.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا هجوماً على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.