أقامت الفلسطينية ربيحة رجبي، حفل زفافها على أنقاض منزلها في القدس الشرقية، الأربعاء 29 يونيو/حزيران 2022، بعد أن دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي، مما أثار تعاطفاً كبيراً.
وظهرت العروس بين الركام مرتدية ثوباً فلسطينياً تقليدياً، وخضبت يدها بالحناء، قائلة: "قبل أن تنهال أي ضربة على المنزل، كانت تصيب قلوبنا أولاً".
وأضافت تستذكر بيتها وقد باتت على أطلاله: "كان هدا بيتنا وحلمنا وذكرياتنا وأيامنا الحلوة فيها وأيامنا المرة فيها برضه".
العروس رجبي وتبلغ 22 عاماً من عمرها، انتقلت إلى حي عين اللوزة من منطقة أخرى بالقدس عندما كانت طفلة صغيرة، وقد تلقت عائلتها على مر السنين عدة أوامر لهدم المنزل الذي بنوه، مما جعلهم في حالة توتر دائم.
تقول رجبي: "وإحنا منبني كان يجيبونا إخطارات أمر هدم، وكل سنة كانو يجيبونا أمر هدم وإخلاء ويجو يقيسو وإحنا كنا كل سنة نقعد على أعصابنا، ما كنتش حياة طبيعية نهائياً".
حسب التقاليد الفلسطينية، تأتي عائلة العريس يوم الزفاف لإلقاء التحية على العروس في المنزل الذي نشأت فيه، وهو حدث يجيش بالعواطف عادة ويؤذن ببدء الحياة الجديدة التي هي على وشك دخولها.
في هذا السياق، تضيف العروس: "كانت لدينا خطط أخرى ولكن بسبب عمليات الهدم ووضعنا المعيشي الصعب، تغير كل شيء".
بدوره، قال فارس رجبي شقيق العروس: "هدفهم هو استنزاف السكان الفلسطينيين مادياً ومعنوياً… هي فعلياً سياسة تهجير".
يُذكر أنه منذ العام 2009 وهو العام الذي بدأت فيه الأمم المتحدة في توثيق عمليات الهدم، تم تهجير أكثر من 3000 فلسطيني بالقدس الشرقية، لأن السلطات الإسرائيلية هدمت المباني التي تؤويهم أو أجبرت أصحابها على هدمها.
ويواجه آلاف الفلسطينيين خطر التشريد بسبب أوامر الهدم التي تنتظر التنفيذ.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في عام 1967 وضمتها إسرائيل رسمياً في وقت لاحق، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.