أشار تقرير إلى أن كوريا الشمالية تعمل على تصنيع هاتف ذكي جديد، في الوقت الذي لا يُمنح المواطنون القدرة على الوصول إلى الإنترنت وخصوصاً متجر التطبيقات، في البلد الذي يعاني حكماً "ديكتاتورياً" وانعزالاً عن العالم، وأزمة اقتصادية تضاعفت في السنوات الأخيرة.
بحسب مجلة National Interest الأمريكية الثلاثاء 28 يونيو/حزيران 2022، فإن كوريا الشمالية متأخرة عن بقية العالم في الهواتف المحمولة، ولديها ما يعادل شبكة الجيل الثالث اللاسلكية، أي أنها متخلفة بجيلين عن الشبكات المستخدمة في معظم دول العالم.
إلا أن شركة هواوي الصينية قد ساعدتها في بناء شبكة لاسلكية لكوريا الشمالية سراً عام 2019، وفقاً لتقرير لصحيفة The Washington Post.
تقرير لوكالة رويترز أكد أن كوريا الشمالية "تستخدم واردات الأجهزة منخفضة التكلفة لإدخال عائدات مالية للنظام"، في انتهاك للعقوبات.
فيما يتخذ النظام الكوري الشمالي إجراءات صارمة بحق من يثبت تهريبهم لهواتف محمولة من الصين، وذكر تقرير صدر في 2021 أن النظام أعدم عشرة أشخاص لهذا السبب.
قفزة للأمام
من جانبها، ذكرت صحيفة Daily NK مطلع هذا الأسبوع أن هاتفاً ذكياً جديداً صنعته كوريا الشمالية، يسمى "مادوسان"، قيد التطوير ولكنه لم يتوفر في المتاجر بعد. ويقال إن اسمه مستمد من "موقع معركة ثورية" في كوريا الشمالية.
كان من المقرر إطلاق الهاتف هذا العام، في ذكرى مولد كيم جونغ إل في 16 فبراير/شباط وجده كيم إل سونغ في 15 أبريل/نيسان، لكنه لم يُطلق في أي من التاريخين.
وأفاد تقرير صحيفة Daily NK أن كوريا الشمالية أطلقت هواتف ذكية في الماضي، ولكنها لم تطلق هواتف أخرى منذ عام 2019، بسبب الجائحة. ووفقاً للتقرير، فهذا الهاتف يتميز بـ"نظام تأمين قوي" وسعة تخزينية كبيرة وتصوير ممتاز. وهو أيضاً لا يسمح للمستخدمين بحذف سجل المشاهدات، وهذه الخاصية قد تكون إشكالية في بلد لن يحجم عن استخدامها ضد مواطنيه.
وقال مصدر Daily NK للصحيفة: "لا أعرف تكلفة هذا الهاتف لأنه لم يتوفر في المتاجر بعد. لكن أشخاصاً في مراكز المعلومات يقولون إن سعره يقارب 750 دولاراً".
وأضاف المصدر: "لا يبحث عنه كثير من الناس لأنه لم يعرض للبيع بعد. ولكن بعد طرحه في الأسواق، فهناك فئة من الناس ستسعى لشرائه، وتحديداً الناس في بيونغ يانغ وسينويجو، وكذلك المسؤولون ورجال الأعمال".
أزمة اقتصادية
كانت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية قد قالت إن كوريا الشمالية أطلقت احتياطياتها العسكرية من الأرز خلال العام الماضي، وذلك لمواجهة أزمة الغذاء التي تجتاح البلاد، حيث أثَّرَت موجة الحر والجفاف على الإمدادات الغذائية.
صحيفة The Independent البريطانية، قالت إن جهاز الاستخبارات الكوري الجنوبي أخبر لجنة في برلمان البلاد، بأن كوريا الشمالية كانت توفِّر الأرز المُخصَّص للاستخدام في زمن الحرب للمواطنين، الذين لم يبق لديهم إلا القليل من الطعام.
بدوره، نقل سياسي من كوريا الجنوبية، عن جهاز الاستخبارات، قوله إن مخزون الحبوب في كوريا الشمالية ينفد، وفقاً لما ذكرته وكالة Associsated Press الأمريكية.
كذلك أفادت تقارير بأن موجة الحر والجفاف قضت على الأرز والذرة ومحاصيل أخرى في كوريا الشمالية، كما تفاقمت أزمة الغذاء أيضاً بسبب سوء الإدارة الاقتصادية على مدار سنوات.
بحسب وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية، فإن قيادة كوريا الشمالية تعتبر محاربة الجفاف "مسألة وجود وطني"، وتركِّز على زيادة الوعي العام بحملتها.
كان مجلس الأمن الدولي قد فرض مجموعة واسعةً من العقوبات على كوريا الشمالية لمتابعتها برامجها النووية والصاروخية الباليستية، في تحدٍّ لقرارات الأمم المتحدة، وأدت العقوبات وإغلاق الحدود مع الصين بسبب جائحة كوفيد-19، إلى تفاقم أزمة الغذاء.