توصل بحث جديد إلى أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في أوروبا والصين انخفضت إلى مستويات لم نشهدها منذ ذروة جائحة "كوفيد-19″، وسط التراجع الاقتصادي، حسبما ذكرت صحيفة The Independent البريطانية، الخميس 23 يونيو/حزيران 2022.
وتُرجِّح شركة "كايروس" (Kayrros) لتحليلات الطاقة والبيئة، ومقرها باريس، أنَ انخفاض الانبعاثات طوال مايو/أيار يرجع إلى القيود المرتبطة بمكافحة "كوفيد-19" المستمرة في بكين، وارتفاع أسعار الطاقة العالمية.
انخفاض الانبعاثات الصناعية
وتقول الشركة إنَ الانبعاثات الصناعية قد انخفضت في الصين مع استمرار البلاد في اتباع سياسة "صفر كوفيد"، بينما تسبب الإغلاق في انخفاض مبيعات التجزئة لمدة ثلاثة أشهر متتالية.
وأضافت الشركة أنَّ ارتفاع أسعار الطاقة، وضمن ذلك الفحم، قلَّص هوامش الربح ودفع المصانع إلى خفض المعدلات أو تعليق التشغيل.
كما لفتت الشركة التي تتابع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، إلى أنَّ استثمار الصين في البناء تراجع لأقل مما كان عليه قبل عام، وانخفض إنتاج الأسمنت بنحو الثلث عن المستويات المعتادة.
وفي أوروبا، انخفضت الانبعاثات الصناعية أيضاً إلى مستويات شوهدت آخر مرة في بداية جائحة "كوفيد-19" في مارس/آذار 2020.
وأُغلِقَت المصانع في جميع أنحاء القارة بسبب الارتفاع الحاد في تكاليف الطاقة، وتأثر قطاعي الصلب والأسمنت بأوروبا، وكلاهما يستهلكان طاقة عالية.
في حين يمثل خفض الانبعاثات أخباراً جيدة لتغير المناخ، حيث قالت شركة كايروس إنَّ هذا الانخفاض يحدث لأسباب "خاطئة"؛ إذ ينتج عن الانكماش الاقتصادي بدلاً من التحرك نحو نظام الطاقة المتجددة.
إضافة إلى أنه لا يزال من غير الواضح إلى متى سيستمر هذا التراجع في الانبعاثات، حسب الشركة.
الركود العالمي
وقال أنطوان هالف، الشريك المؤسس وكبير المحللين في الشركة: "إنَّ الركود العالمي سيحدُّ من الطلب على العمليات الصناعية المكثفة، لكن في النهاية سيعود هذا الطلب".
وأضاف: "تحتاج الدول إلى استراتيجية مستدامة؛ لضمان توافر الطاقة والقدرة على تحمُّل تكاليفها، والقدرة على مواصلة التصنيع دون تسريع تغير المناخ".
وأوضح هالف أنَّ هذا يمكن تحقيقه في أربع خطوات: اقتصاد عالمي أعلى كفاءة في استخدام الطاقة، وحصة أعلى من مصادر الطاقة المتجددة، وتقليل الوقود الأحفوري، وتعويضات الكربون عالية الجودة.
والصين هي أعلى دولة في العالم من حيث انبعاثات الغازات. ففي عام 2021، ارتفعت انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون فوق 11.9 مليار طن، وهو ما يمثل ثلث الإجمالي العالمي.
وقدرت وكالة الطاقة الدولية أنَ انبعاثات الاتحاد الأوروبي في عام 2021 تبلغ 2.4 مليار طن أو نحو 15% من الانبعاثات العالمية.