قلَّص معهد "غوته" الألماني بشدة فعاليات مؤتمره الذي يحمل عنوان "أبعد من الجاني الوحيد: حول ديناميكيات اليمين العالمي"، بعد انسحاب عدد كبير من الفنانين احتجاجاً على قرار المنظِّمين باستبعاد الصحفي الفلسطيني محمد الكرد من الحضور، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
إذ أعلن معهد غوته، الأربعاء 22 يونيو/حزيران، عن "تقليص برنامج" مؤتمره المقرر في هامبورغ، بعد الانسحاب الجماعي لكثير من المشاركين؛ رداً على قرار المعهد إلغاء دعوة الكرد.
وكان منظِّمو المؤتمر دعوا الكرد للتحدث في جلسة لمناقشة الاستراتيجيات التي تستخدمها الدول المختلفة لصرف الأنظار عن انتهاكات حقوق الإنسان، لكن المنظِّمين تراجعوا بعد ذلك، زاعمين أن الكرد "ليس متحدثاً مناسباً" في الفعالية، وألغوا دعوته.
وقال مسرح "كامبناغِل" The Kampnagel Theatre، أكبر ملتقى إنتاجٍ مستقل للفنون المسرحية في ألمانيا، على موقعه الإلكتروني، الخميس 23 يونيو/حزيران، إن المؤتمر المقرر عقده بين 23 و26 يونيو/حزيران، "لن يُعقد على النحو الذي كان مخططاً له".
كشفت قائمة فعاليات كامبناغِل عن تقليص الفعاليات المقررة ضمن المؤتمر الذي يستمر 4 أيام إلى خمس فعاليات فقط.
فيما أعلن الكاتب البريطاني الباكستاني محمد حنيف عن انسحابه من المؤتمر في وقت سابق من هذا الأسبوع، وذلك بعد أن أعلنت الفنانة والباحثة مشتري هلال والباحث سينثوغان فاراثَراجا، منسِّقا الجلسة التي كان من المقرر حضور الكرد فيها، عن انسحابهما عقب إلغاء دعوة الناشط الفلسطيني.
وقالت هلال وفارثراجا في بيان: "إن انسحابنا جاء رداً على محاولات معهد غوته التدخل في قراراتنا التنظيمية، وفرضه مناخاً من الرقابة المناهضة للفلسطينيين".
كان الكرد، الذي يعمل الآن مراسلاً لمجلة The Nation الأمريكية، قد أصبح العام الماضي وجهاً لحملة عالمية حثَّت على وقف المساعي الإسرائيلية للتهجير القسري للفلسطينيين من حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.
واستنكر "مسرح الحرية"، التابع لشبكة الفنون الأدائية الفلسطينية، وهو مسرح مجتمعي يقع في مخيم جنين للاجئين بالضفة الغربية المحتلة، الخميس 23 يونيو/حزيران، قرارَ معهد غوته، ووصف إلغاء دعوة الكرد بأنه "سلوك منهجي يرمي إلى كتم أصوات الفلسطينيين في جميع المجالات الثقافية والفنية والإعلامية، وفي المنتديات والندوات الدولية كافة".