حصلت صحيفة The Guardian البريطانية على تفاصيل حصرية عن الديكورات الباذخة لـ"كوخ الصياد"، أو المنزل الريفي الفاره الذي اختاره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ للابتعاد عن ضغوط الحياة السياسية داخل الكرملين.
المنزل الذي يقع في شمال سانت بطرسبرغ، مكسوّ بالخشب؛ إذ يحتوي على مراحيض تكلف كل منها 10800 دولار ورؤوس "دش" للاستحمام تبلغ قيمتها 4600 دولار للقطعة الواحدة، بالإضافة إلى أرضيات رخامية فاخرة بقيمة 110 آلاف دولار ومسبح داخلي مع شلال مزخرف، على الرغم من كونه مجرد "كوخ".
الصحيفة البريطانية قالت في تقريرها، الخميس 23 يونيو/حزيران 2022: "إنه مستوى من الإسراف يفوق أحلام القياصرة".
"كوخ الصياد"
قبل ست سنوات، ذكرت قناة Dozhd التلفزيونية الروسية أنَّ المبنى، الذي وصفه المعماريون بتواضع بأنه "كوخ الصياد"، يقع في أعماق غابات منطقة كاريليا بشمال روسيا، وتنتشر الإشارة إليه بين السكان المحليون بأنه "كوخ بوتين الريفي" أو بيت الاصطياف.
بينما يشير تحليل حكومي بريطاني إلى أنَّ الرئيس الروسي قد سجَّل رسمياً عدداً قليلاً فقط من الأصول باسمه، بما في ذلك شقة صغيرة في سانت بطرسبرغ وسيارتين من الحقبة السوفيتية من الخمسينيات ومقطورة ومرآب صغير، بالإضافة إلى راتب رئاسي يبلغ نحو 135 ألف دولار سنوياً، فيما ذكرت القناة الروسية أنَّ هذا هو المكان الذي اختار فلاديمير بوتين الابتعاد فيه عن ضغوط الحياة في الكرملين.
رسائل بريد مسربة
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإنه بفضل آلاف رسائل البريد الإلكتروني المسربة التي أرسلتها شركتا إنشاءات، والتي حصل عليها مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد والموقع الإخباري باللغة الروسية Meduza، ظهرت صورة أكثر إثارة عن مجمع العقارات الفاخر الذي يتطور حول "كوخ الصياد".
الرسائل المسربة، كشفت مخططات الطوابق وتصميم المبنى والتصميم الداخلي أنَّ بناء بيت الحديقة المجاور للكوخ، الذي يتألف من ست غرف نوم، قد بدأ في عام 2021، وهو محاط بأحجار شبه ثمينة مثل اللازورد، وهو حجر كريم أزرق غامق يقال إنه يوفر خصائص علاجية، واللابرادوريت، وهو بلور مضيء يقسم البعض أنه يهدئ القلق والتوتر.
كما يوجد مبنى جديد ثانٍ على الأراضي المحيطة موصوف في السجل العقاري الروسي في عام 2018 على أنه "حظيرة". لكنه في الواقع، وفقاً للتسريبات، مبنى حديث مكون من طابقين يضم ما يبدو أنها مساحة واسعة للترفيه، مع منطقة مفتوحة لتناول الطعام تبلغ مساحتها أكثر من 200 متر مربع.
بالإضافة إلى ذلك، وجد مصنع جعة خاص مجهز بمعدات تخمير نمساوية بقيمة تتجاوز 363 ألف دولار أمريكي، يمكنها إنتاج 47 لتراً من البيرة يومياً، وغرفة شاي تطل على بحيرة لادوغا في الطابق الثاني.
شلال بحيرة لادوغا
وتتمتع "الحظيرة" بميزة وجود حوضين للسباحة صغيرين، لكن بالنسبة لأولئك الذين يتمتعون بقدر أكبر من المغامرة في عادات السباحة، هناك مسار يقود إلى شلال طبيعي في بحيرة لادوغا؛ حيث توجد شرفة مراقبة مريحة تحتمي تحتها من أشعة الشمس.
وكان هذا الشلال معلماً سياحياً شهيراً، لكنه اليوم محظور تماماً على الجمهور. وتُقدَّر أعمال البناء العامة في وثيقة واحدة بـ187 مليون روبل روسي (3.5 مليون دولار أمريكي).
وينفي بوتين أنه المستفيد الحقيقي من المجمع؛ لكن منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، واجه بوتين اتهامات بتكديس ثروة هائلة وأصول فاخرة سراً من خلال وكلاء، التي أثارتها سلسلة من الإفصاحات في تسريبات مثل أوراق باندورا حول ثروات أقرب الناس إليه.
و"كوخ الصياد" نفسه مُسجّل لشركة تسمى Prime، وهي مملوكة لشركة Support of Initials، وهي شراكة غير ربحية أسسها يوري كوفالتشوك وابنه بوريس. كوفالتشوك هو حليف مقرب لوبتين، وصاحب أكبر حصة في بنك Bank Rossiya الملقَّب بـ"بنك بوتين".