قال مركز الأزهر العالمي للفتوى إن الانتقاص من أخلاق المُحجَّبة أو غير المُحجَّبة أمرٌ يُحرِّمه الدِّين، ويرفضه أصحاب الفِطرة السَّليمة، واتخاذه ذريعة للاعتداء عليها جريمة كبرى ومُنكرة.
وفي بيان مطول أصدره المركز، الأربعاء 22 يونيو/حزيران 2022، أكد أن "حياة الإنسان ملك لخالقه سبحانه، والاعتداء على حقّه في الحياة جريمة نكراء من أكبر الكبائر"، مضيفاً أنه "لا مبرر لجريمة قتل النّفس مطلقاً؛ بل تبرير الجرائم جريمة كُبرى كذلك".
وجاء البيان تعقيباً على حادث مقتل نيرة أشرف، فتاة المنصورة، على يد زميلها أمام الجامعة ذبحاً، وكذلك رداً على مقطع الفيديو الذي نشره أستاذ الشريعة مبروك عطية على صفحته على فيسبوك، وأثار غضب مصريين، بعدما انتقد دعاة "الحرية الشخصية" في اختيار المرأة لملابسها وهندامها.
البيان أكد ضرورة إعادة صياغة المحتوى الإعلامي بشكل عام، والفنّي بشكل خاص، بما يناسب قيم المجتمع المصري والعربي وهويته وثقافته، ويدعم تصحيح المسار السلوكي لأبنائه، ويعزّز أمن المجتمع واستقراره؛ واجب شرعي ووطني.
وتابع البيان: "حفِظَ الإسلام النَّفسَ، ووضع لهذه الغاية العُظمى منظومة تشريعية مُتكاملة، تقيم مجتمعاً سوياً فاضلاً، حياة الإنسان ملك لخالقه سبحانه، والاعتداء على حقّه في الحياة جريمة نكراء من أكبر الكبائر، سواء أكان الاعتداء من الإنسان على أخيه الإنسان، أو من الإنسان على نفسه بالانتحار".
قتل النفس
كما أوضح البيان أن قتل النفس التي حرّم الله كبيرة من أبشع الجرائم، غلّظ عليها الإسلام العقوبة، مضيفاً أن الالتزام بالدين ومعرفة الشرع وعاقبة الكبائر يحجز الإنسان عن الجرائم التي عدّها الإسلام من كبائر الذنوب، وجهالة الدين وغياب الوعي والضمير من أسباب الجرأة على حدود الله وحقوق الناس، وفاعل هذه الجرائم البشعة مُتجرد من كل قيم وتعاليم الدين بل والإنسانية.
وواصل البيان: "لا توجد محنة في الدنيا تُبرر إزهاق الإنسان روحه، أو أن يعتدي على غيره، بل لكل مِحنة سبيل فرج، وبعد العسر يأتي من الله اليسر"، مشيراً إلى أن قيام الدّولة بالقصاص من القاتل حقٌّ عامٌّ للدولة وللمقتول ولأهله وللمجتمع كله، حتى ينتشر بساط الأمن فيه.
عقوبة المتجاوزين
وأردف: "توقيع أقصى العقوبات على المُجرمين المُتجاوزين حدود الدين والإنسانية بجرائمهم البشعة، ورؤية الناس لمآلهم ونهايتهم، يزجر عن ارتكاب جرائم مُماثلة، وينشر الأمن وبساط عدالة القانون في المُجتمع".
وتابع: "الانتقاص من أخلاق المُحجَّبة أو غير المُحجَّبة أمرٌ يُحرِّمه الدِّين، ويرفضه أصحاب الفِطرة السَّليمة، واتخاذه ذريعة للاعتداء عليها جريمة كبرى ومُنكرة".
واستطرد البيان: للمجتمع الإيجابي دورٌ واعٍ في وأد الجرائم، وحسن التّخلص من أجزائه المفسدة المخرّبة، بالاتحاد والفاعلية والحفاظ على القانون، أما السلبية مع القدرة على منع المعتدي، والاكتفاء بتصوير الجرائم عن بُعد، فأمور تساعد على تفاقم الجريمة وتجرؤ المُجرمين، كما أن تداول مقاطع الجرائم المُصوَّرة، وتكرار نشرها على مواقع التّواصل الاجتماعي ينشر الفزع بين أبناء المُجتمع، ويُنافي قيم الرَّأفة، والرَّحمة، والسِّتر، ومراعاة تألم ذوي الضَّحيَّة وخصوصيتها.