أثار اعتزام الولايات المتحدة تزويد القوات الأوكرانية بطائرات مسيّرة من طراز "غراي إيغل" كانت قد استخدمتها في العراق وأفغانستان، جدلاً واستياء بين المسؤولين العسكريين الأوكرانيين، حسب ما نقلته مجلة Foreign Policy الأمريكية، الثلاثاء 21 يونيو/حزيران 2022.
حسب المجلة فإن الجيش الأوكراني مرتاب بشأن مدى فعالية تلك المسيّرات الأمريكية في التصدي للدفاعات الجوية الروسية القوية.
أحد الطيارين الأوكرانيين ويُدعى "مونفيش"، يرفض استخدام هذا النوع من المسيرات، قائلاً: "لا نؤيد استخدام طائرات غراي إيغل.. فنحن لسنا في أفغانستان!".
لكنه لفت إلى أن هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني تؤيد استخدامها، مضيفاً: "لا صوت حكيماً من القوة الجوية يخبر رئيس الأركان أو القائد بأنها عديمة الفائدة".
وتابع قائلاً: "من الخطير جداً استخدام هذه الطائرات باهظة الثمن في حالتنا، بالنظر إلى الدفاع الجوي للعدو".
مخاوف الجيش الأوكراني
ويشعر المسؤولون الأوكرانيون والأمريكيون بقلق متزايد من احتمال إسقاط طائرات غراي إيغل بأنظمة الدفاع الجوي الروسية المتقدمة.
يُذكر أن مسيرات غراي إيغل الأمريكية هي طائرات هجومية مسلحة بصواريخ هيلفاير التي يمكنها ضرب أهداف من مسافة 5 أميال (1.6 كم) فقط، وهي مسافة تقل بكثير عن طائرات كاميكازي المسيرة أحادية الاتجاه التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا.
من جانبه، قال صمويل بينديت، المستشار في مركز الأبحاث CNA، إنه خلال الأسابيع القليلة الماضية فقط، عززت روسيا دفاعاتها الجوية على حدود أوكرانيا وداخلها.
وأضاف: "يستخدمون أنظمة تعمل على نطاق أوسع، ورادارات إنذار مبكر، ودفاعات جوية. ولذا فإسقاط طائرات غراي إيغلز من الاحتمالات القوية في مواجهة هذه الدفاعات المتعددة".
بينما قال طيارون إنه يمكن استخدام هذه الطائرات في بعض المواقف، مثل القتال المباشر على الخطوط الأمامية، حيث قال طيار مقاتل أوكراني في الخدمة: "قد تكون مفيدة، وتزيد من قدراتنا الهجومية على الخطوط الأمامية".
لكنه شكك أيضاً في أنها ستستمر لأكثر من مهمة أو اثنتين، وهذا يجعلها لا تساوي تكلفة استخدامها البالغة 10 ملايين دولار.
الحاجة إلى طائرات متقدمة
وقال مسؤول عسكري أوكراني، تحدث للمجلة الأمريكية، شريطة عدم الكشف عن هويته: "إن القادة على الأرض يرون أن طائرات غراي إيغل تتساوى في فعاليتها مع طائرات سويتش بليد وفينيكس غوست، في تدمير الدبابات والمواقع العسكرية الروسية".
ويطالب المسؤولون الأوكرانيون الولايات المتحدة بالإسراع في إرسال دفاعات جوية أمريكية وطائرات مقاتلة متقدمة إلى الخطوط الأمامية، رغم أن هذه الأسلحة تستغرق سنوات عادة لتصل إلى حلفاء الولايات المتحدة وتحتاج في معظم الحالات إلى تدريب متخصص خارج البلاد.
في المقابل، لا يشعر سوى قلة من المسؤولين الأمريكيين بالتفاؤل إزاء إتمام صفقة غراي إيغلز بسرعة، وأشار خبير الطائرات المسيرة في مركز CNA "بينديت" إلى أن المسؤولين الروس كانوا يجمعون معلومات استخباراتية عن الطائرات الأمريكية المسيرة بعيدة المدى لسنوات قبل هذه الحرب.
وبدأت هذه التخوفات في الظهور على السطح داخل إدارة بايدن، إذ ذكرت وكالة رويترز، الأسبوع الماضي، أن المسؤولين الأمريكيين قلقون من وقوع المعدات الحساسة التي تحويها الطائرة في أيدي الروس.
وأثارت هذه التخوفات مزيداً من الانتقادات لإدارة بايدن رغم سخائها في دعمها العسكري لأوكرانيا، ومع ذلك اتهمها البعض بالبطء الشديد في الاستجابة لما تقتضيه هذه الحرب.