يستخدم عملاء مجهولون تطبيق متابعة اللياقة البدنية "سترافا"، من أجل التجسس على أفراد في الجيش الإسرائيلي، وتتبع تحركاتهم في قواعد سرية على مستوى البلاد، وأحياناً مراقبتهم أثناء سفرهم حول العالم في مهام رسمية.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت، الثلاثاء 21 يونيو/حزيران 2022، إنه من خلال وضع "مسارات" وهمية داخل قواعد عسكرية، يتمكن هؤلاء المستخدمون -الذين لم يُكشف عن انتمائهم- من مراقبة الأفراد الذين مارسوا الرياضة داخل هذه القواعد، حتى من يستخدمون أقوى إعدادات خصوصية ممكنة في حساباتهم.
في مثال اطلعت عليه الصحيفة البريطانية، تم تعقب مستخدم يعمل في قواعد عسكرية أخرى، غير تلك القاعدة شديدة السرية التي يعمل بها، والتي يُعتقد أن لها صلات بالبرنامج النووي الإسرائيلي، كما تم تعقب ذهابه إلى دولة أجنبية.
اكتشف هذه العمليات التجسسية موقع المعلومات مفتوح المصدر FakeReporter. وقال المدير التنفيذي للموقع، أشيا شاتز: "اتصلنا بقوات الأمن الإسرائيلية فور علمنا بهذا الخرق الأمني، وبعد الحصول على موافقتها، اتصل موقع FakeReporter بسترافا، وشكلت فريقاً رفيعاً لحل هذه المشكلة".
تسمح أدوات التتبع في تطبيق "سترافا" لأي شخص بتحديد "مسارات"، وهي عبارة عن طرق قصيرة للركض أو ركوب الدراجات يلجأ إليها المستخدمون بانتظام، وبإمكان المستخدمين تحديد مسار بعد تحميله من تطبيق سترافا، ويمكنهم أيضاً تحميل مواقع مسجلة من منتجات أو خدمات أخرى.
لكن سترافا لا يعتمد أي وسيلة يمكن من خلالها تحديد سلامة هذه المواقع المسجلة. وبحسب الصحيفة البريطانية، يتضح جلياً أن بعض هذه المسارات المُحمَّلة مصطنعة؛ إذ صُممت بمتوسط خطوات يبلغ مئات الكيلومترات في الساعة، وخطوط مستقيمة بشكل غير طبيعي، وقفزات رأسية فورية فوق المنحدرات.
هذه المسارات الوهمية تُستخدم أحياناً لأغراض الغش في المسابقات الودية، أو لتوجيه الآخرين، ولكن يبدو أن غرض بعضها كان أكثر خبثاً، وفقاً للصحيفة؛ إذ أنشأ مستخدم مجهول، سجل موقعه على أنه "بوسطن، ماساتشوستس"، سلسلة من المسارات الوهمية في عدد من المؤسسات العسكرية في إسرائيل، من ضمنها مقار استخباراتية في البلاد وقواعد شديدة الحراسة يُعتقد أنها مرتبطة ببرنامجها النووي.
هذه الطريقة التي تعتمد على إنشاء مسارات وهمية تتحايل على بعض إعدادات الخصوصية في "سترافا" أيضاً، فبإمكان المستخدمين قصر رؤية ملفاتهم الشخصية على "المتابعين" فقط، لمنع أعين المتطفلين من تتبع تحركاتهم.
لكن ما لم يضبطوا الإعدادات أيضاً على تأمين كل مسار على حدة، فستظهر صورة ملفاتهم الشخصية وأسماؤهم الأولى على المسارات التي يستخدمونها، من منطلق المنافسة الودية.
يظل ممكناً تحديد هوية الأفراد، لو انتشرت مسارات كافية على الخريطة. على سبيل المثال، تتبع مستخدم مشاركته في سباق مُعلن، فاز به، وكذلك ركضه في مؤسسات عسكرية آمنة.
من جانبها، قالت شركة "سترافا" في بيان: "نأخذ مسائل الخصوصية على محمل الجد، وقد أبلغنا الموقع الإسرائيلي FakeReporter بوجود مشكلة تتعلق بحساب مستخدم معين، واتخذنا الخطوات اللازمة لحل هذه المشكلة".