أظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الإثنين 20 يونيو/حزيران 2022، أن إيران تصعّد من وتيرة تخصيب اليورانيوم، من خلال الاستعداد لاستخدام مجموعة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة (آي.آر-6) في موقع فوردو تحت الأرض، والتي يمكنها التبديل بسهولة أكبر بين مستويات التخصيب.
تُعد هذه أحدث خطوة ضمن خطوات عديدة كانت إيران هددت باتخاذها منذ فترة طويلة، لكنها أحجمت عن تنفيذها إلى أن أيدت 30 من 35 دولة عضواً في مجلس محافظي الوكالة الدولة للطاقة الذرية، مشروع قرار ينتقد طهران لتقاعسها عن تفسير وجود آثار يورانيوم في مواقع لم تعلن عنها.
فمع تعثر المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن إحياء اتفاق 2015 النووي منذ فترة طويلة، فإن أي تصعيد آخر في مواجهة طهران مع الغرب يجازف بالقضاء على آمال الحد من التقدم النووي الذي تحرزه إيران ورفع العقوبات المفروضة عليها.
جاء في تقرير وكالة الطاقة الذرية السري للأعضاء، والذي قالت وكالة رويترز إنها اطلعت عليه، أن مفتشي الوكالة تحققوا يوم السبت 18 يونيو/حزيران 2022 من أن إيران مستعدة لضخ غاز سادس فلوريد اليورانيوم، وهو المادة التي تخصبها أجهزة الطرد المركزي، في المجموعة الثانية من اثنين من أجهزة (آي.آر-6) في فوردو، وهو موقع مقام داخل جبل.
كانت إيران قد أبلغت وكالة الطاقة الذرية الإثنين 20 يونيو/حزيران 2022 بأن "تخميل" السلسلة، وهي عملية تسبق التخصيب، وتشمل أيضاً ضخ سادس فلوريد اليورانيوم في الأجهزة، بدأت يوم الأحد الفائت.
الأهم من ذلك أن السلسلة المؤلفة من 166 جهازاً هي الوحيدة التي تحتوي على ما يسمى "الرؤوس الفرعية المعدلة"، التي تسهل عملية التحول إلى التخصيب بدرجات نقاء أخرى.
من جانبهم، يشير دبلوماسيون غربيون منذ فترة طويلة إلى أن هذه الأجهزة مصدر قلق؛ إذ يمكنها أن تجعل إيران تسرع في تخصيب اليورانيوم لمستويات أعلى.
كذلك لم تخبر إيران الوكالة بوضوح مدى درجة نقاء سيصل إليها تخصيب اليورانيوم داخل السلسلة بعد التخميل، وسبق أن أبلغت إيران الوكالة بأنه يمكن استخدام سلسلتي (آي.آر-6) للتخصيب إلى درجة نقاء خمسة في المئة أو 20 في المئة.
أضاف التقرير الذي أكدته وكالة الطاقة الذرية "أن الوكالة لم تتلق حتى الآن إيضاحات من إيران بشأن وتيرة الإنتاج التي تنوي تنفيذها فيما يخص السلسلة السالفة الذكر بعد الانتهاء من التخميل".
في موقع مختلف أيضاً، تخصب إيران بالفعل اليورانيوم لدرجة نقاء تصل إلى 60 في المئة، وهي نسبة قريبة من 90 في المئة اللازمة لصنع أسلحة والتي تزيد كثيراً عن حد التخصيب الأقصى الذي يسمح به اتفاق 2015 والبالغ 3.67 في المئة، فضلاً عن أن اتفاق 2015 لا يسمح بتخصيب اليورانيوم في فوردو.
كانت إيران قد خرقت العديد من قيود الاتفاق رداً على انسحاب الولايات المتحدة منه في 2018، ومعاودة فرض العقوبات عليها، وتنفي إيران أنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية.
كذلك ورداً على قرار مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية، أمرت إيران بإزالة كاميرات الوكالة المثبتة بموجب اتفاق عام 2015 ومضت قدماً في تركيب أجهزة الطرد المركزي (آي.آر-6) في محطة تحت الأرض في نطنز، حيث يسمح لها الاتفاق بالتخصيب ولكن فقط عن طريق أجهزة (آي.آر-1) الأقل كفاءة كثيراً.