الكشف عن عمليات سرية إسرائيلية ضد إيران.. واشنطن بوست: تل أبيب تسعى لنقل المعركة إلى داخل طهران

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/21 الساعة 10:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/21 الساعة 10:37 بتوقيت غرينتش
الحرس الثوري الإيراني- رويترز

كشفت مصادر مطلعة أنَّ إسرائيل تكثف حملتها لإحباط برامج إيران النووية والصاروخية والطائرات بدون طيار، من خلال شنّ سلسلة من العمليات السرية التي تستهدف مجموعة أوسع من الأهداف المهمة.

صحيفة The Washington Post الأمريكية قالت إن التحركات الجديدة تمثل  أحدث تطور لاستراتيجية أطلق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت عقيدة الأخطبوط (Octopus Doctrine)، التي تهدف إلى جلب معركة إسرائيل ضد إيران إلى داخل الأراضي الإيرانية، بعد سنوات من استهداف عملاء إيرانيين ووكلاء طهران خارج البلاد في أماكن مثل سوريا.

وبحسب الأشخاص المطلعين على الحملات، كثّفت إسرائيل حملتها في العام الماضي، بتوجيه ضربات بطائرات مُسيَّرة صغيرة ضد منشآت نووية إيرانية، وهجوم على قاعدة إيرانية للطائرات بدون طيار. 

إسرائيل الحرس الثوري إيران
الحرس الثوري يعلن تنفيذه عملية ضد إسرائيل/رويترز

النووي الإيراني يُقلق تل أبيب

فيما ألقت إيران باللوم على إسرائيل في مقتل ضابط عسكري إيراني كبير في طهران، الشهر الماضي، الذي اشتبه الإسرائيليون في أنه يدير فرقاً قتالية في الخارج، تستهدف الإسرائيليين، إضافة إلى ذلك أثارت الوفيات الأخيرة لعدد صغير من الإيرانيين المشاركين في برامج الأبحاث النووية والعسكرية في البلاد، تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل مسؤولة عنها.

بعد تركيز جهودها السرية على برنامج إيران النووي لسنوات توسع إسرائيل الآن حملتها، مع الاعتراف بأنَّ إيران قد أحرزت بالفعل تقدماً كبيراً في إنتاج اليورانيوم المُستخدَم في صنع الأسلحة، وفقاً لمصادر، وأضافت هذه المصادر أنَّ الهدف الآن هو منع طهران من تطوير رأس حربي نووي وصاروخ يمكن أن يحمله. 

وغذّت الحملة الإسرائيلية الموسعة حرب الظل طويلة المدى مع إيران، التي ردّت على الهجمات المتصاعدة داخل أراضيها بدفعة جديدة لاستهداف الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم، وفقاً للقادة الإسرائيليين.

من جانبه، قال محمد علي جعفري، القائد السابق للحرس الثوري الإسلامي الإيراني، لوكالة "تسنيم" للأنباء مؤخراً، إنَّ طهران كانت ترد سراً على إسرائيل كلما ضربت إسرائيل إيران. وأضاف: "إذا نفذ النظام الصهيوني عملية واحدة فإنهم يعلمون أنهم يتلقون ردوداً متعددة".

كما أشارت الصحيفة إلى أن "التهديدات" في تركيا ضد مواطنين إسرائيليين أصبحت أحدث مظهر من مظاهر حرب إسرائيل السرية مع إيران، وهي حملة استمرت لسنوات وتستمر في التوسع إلى ساحات قتال جديدة.

منذ عام 2017، نفذت إسرائيل أكثر من 400 غارة جوية ضد إيران وحلفائها في سوريا. وفي الآونة الأخيرة، اتهمت روسيا والنظام السوري إسرائيل بتنفيذ غارة جوية في وقت سابق من هذا الشهر، أدت إلى إغلاق مطار دمشق الدولي. واستخدمت كل من إسرائيل وإيران الألغام لضرب السفن المنافسة في المياه عبر الشرق الأوسط، وتقول إسرائيل إنها أسقطت طائرات مُسيَّرة متقدمة أُرسِلَت من إيران.

اغتيالات في إيران 

بدورها، اتهمت إيران إسرائيل بتنفيذ غارة جوية مكثفة على إحدى منشآتها للطائرات بدون طيار، وردت على الضربة بإطلاق صواريخ على مجمع في شمالي العراق، الذي قالت طهران إنَّ عملاء الموساد استخدموه لتنظيم الهجوم. كما استخدمت إسرائيل الطائرات بدون طيار وأعمال التخريب- بما في ذلك الهجمات الإلكترونية- لاستهداف برامج إيران النووية والصاروخية.

إيران إسرائيل الحرس الثوري
جنازة الضابط بالحرس الثوري الإيراني خدائي/Getty Images

يقول بعض المحللين إنَّ التصعيد المستمر يشير إلى أنَّ الحملة السرية الإسرائيلية فشلت في تحقيق أهدافها في وقف أو إلحاق ضرر خطير بقدرة إيران على تطوير سلاح نووي وتوسيع نفوذها في جميع أنحاء المنطقة.

قال داني سيترينوفيتش، الذي شغل في السابق منصب رئيس فرع إيران في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، وهو الآن زميل غير مقيم في برامج الشرق الأوسط التابعة للمجلس الأطلسي، إنَّ هذه الحملة "ليس لها تأثير استراتيجي، نحن قريبون جداً من التصعيد مع إيران، وفي نهاية المطاف سينتقم الإيرانيون، وماذا سيحدث بعد ذلك؟".

يأتي تطور السياسة الإسرائيلية في الوقت الذي تبدو فيه الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوسط في صفقة جديدة لاحتواء القدرات النووية مع إيران على وشك الانهيار. 

وقد أزالت إيران كاميرات المراقبة من مختلف المواقع ذات الصلة بالمجال النووي في جميع أنحاء البلاد، ووسعت نطاق عملها المتقدم في أجهزة الطرد المركزي؛ ما أثار تحذيرات من مسؤولي الأمم المتحدة أنه من المستحيل إبرام أي اتفاق جديد قريباً.

فيما أثارت الوفيات الغامضة في الأسابيع الأخيرة، لستّة رجال إيرانيين على الأقل شاركوا في البرامج العسكرية والنووية للبلاد، تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل مسؤولة عنهم ولم تعلن مسؤوليتها عن القتلى، بينما وصفت إيران بعضهم بالشهداء وتوعدت بالانتقام.

كان آخر الإيرانيين الذين لقوا حتفهم في ظروف غامضة هو أيوب انتظاري، عالم الفضاء الشاب الذي عمل على بناء طائرات بدون طيار وصواريخ وطائرات.

وتمتّع أيوب انتظاري، إلى جانب اثنين من الإيرانيين الآخرين المشتبه في مقتلهم مؤخراً على يد إسرائيل، بخبرات ربما جعلتهم على صلة ببرامج إيران النووية أو الصاروخية، وفقاً لرونين سولومون، محلل استخبارات إسرائيلي مستقل ومحرر مدونة Intelli Times، الذي استند في تقييمه على عمل انتظاري المنشور وخلفيته الأكاديمية.

علاوة على ذلك، يبدو أنَّ إسرائيل توسع حملتها أيضاً لاستهداف الإيرانيين المتورطين في محاولات استهداف الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم، إذ قاد العقيد حسن صياد خدائي، ضابط في الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، الذي قُتل مؤخراً بالرصاص خارج منزله في طهران، جهود الحرس الثوري لقتل معارضي إيران في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المخططات الفاشلة الأخيرة لقتل إسرائيليين، وفقاً لأشخاص مطلعين على المسألة.

ورداً على مقتل خدائي، قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، إنَّ طهران ستنتقم. وصرح: "العدو في قلب البيت الأبيض، وتل أبيب تتابعه لشهور وسنوات من باب إلى باب ومن زقاق إلى زقاق لقتله… إن شاء الله سننتقم".

تحميل المزيد