تعتزم الإمارات بناء ميناء جديد في السودان على البحر الأحمر في إطار حزمة استثمار بقيمة ستة مليارات دولار، بحسب ما كشفته وكالة رويترز، الإثنين 20 يونيو/حزيران 2022.
حيث قال أسامة داود عبد اللطيف رئيس مجلس إدارة مجموعة دال، إن المجموعة شريك في الاتفاق الذي يمثل أول استثمار أجنبي كبير منذ انقلاب الجيش على شركائه المدنيين في حكم السودان في أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وقال عبد اللطيف إن الحزمة الاستثمارية تتضمن إنشاء منطقة للتجارة الحرة ومشروعاً زراعياً كبيراً ووديعة وشيكة في البنك المركزي السوداني بقيمة 300 مليون دولار.
يأتي ذلك في الوقت الذي علّق فيه المانحون الغربيون مساعدات للسودان واستثمارات بمليارات الدولارات بعد الانقلاب، مما هوى باقتصاد كانت تتقاذفه بالفعل أمواج الاضطرابات وحرم الحكومة من العملة الأجنبية التي تحتاج إليها بشدة.
وقال وزير المالية جبريل إبراهيم، لـ"رويترز"، الأربعاء، إن السودان وقع مذكرة تفاهم مع الإمارات بشأن ميناء جديد ومشروع زراعي.
ميناء بقيمة 4 مليارات دولار
وقال عبد اللطيف إن الميناء الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار، وهو مشروع مشترك بين مجموعة دال ومجموعة موانئ أبوظبي المملوكة لشركة أبوظبي القابضة، سيكون قادراً على التعامل مع كل أنواع السلع ومنافسة الميناء الرئيسي في البلاد بورتسودان.
أضاف أن الميناء يقع على بُعد نحو 200 كيلومتر إلى الشمال من بورتسودان، وسيشمل أيضاً منطقة تجارية وصناعية حرة على غرار جبل علي في دبي، إضافة إلى مطار دولي صغير. وقال إن المشروع في "مراحل متقدمة" مع استكمال الدراسات والتصاميم.
كانت شائعات عن استثمارات خليجية في بورتسودان، وفي مشاريع زراعية بمناطق أخرى بالبلاد، قد قوبلت في السابق بمعارضة واحتجاجات في بعض الأحيان.
يعاني ميناء بورتسودان من مشاكل في البنية التحتية، وتسبب حصار مرتبط بأوضاع سياسية في إغلاقه لمدة ستة أسابيع في أواخر العام الماضي، مما أدى إلى خسارة أعمال من شركات الشحن الدولية الرئيسية.
وقال عبد اللطيف إن الصفقة الإماراتية تشمل أيضاً أعمال توسعة وتطوير مشروع زراعي بتكلفة 1.6 مليار دولار تنفذها الشركة العالمية القابضة (آي.إتش.سي) وشركة دال للزراعة في مدينة أبو حمد بشمال السودان.
وأضاف أنه سيجري زراعة البرسيم الحجازي والقمح والقطن والسمسم ومحاصيل أخرى ومعالجتها على مساحة 400 ألف فدان من الأراضي المستأجرة. كما سيجري رصف طريق بطول 500 كيلومتر يربط المشروع بالميناء بتكلفة 450 مليون دولار، بتمويل من صندوق أبوظبي للتنمية.
وقال عبد اللطيف إن الصندوق سيودع أيضاً بموجب الاتفاق 300 مليون دولار في بنك السودان المركزي.
بعد أن أطاح الجيش بعمر البشير في 2019، تعهدت الإمارات والسعودية بتقديم مِنح ومساعدات للسودان بقيمة ثلاثة مليارات دولار، يقول قادة عسكريون وزعماء مدنيون إنه لم يتم تسليمها بالكامل.
وقال مصدران حكوميان سودانيان رفيعا المستوى لـ"رويترز"، إن الخطوط العريضة للاتفاق الجديد تم الاتفاق عليها بين الزعيم السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد في أثناء زيارة للدولة الخليجية في الآونة الأخيرة.
فيما قال ممثل عن موانئ أبوظبي إن الشركة ليس لديها تعليق، في حين أن ممثلين لشركة أبوظبي القابضة وصندوق أبوظبي والشركة العالمية القابضة (آي.إتش.سي) وحكومتي أبوظبي والإمارات العربية المتحدة لم يردوا على الفور على طلبات للتعقيب.
وقال عبد اللطيف الذي قدمت مجموعته أيضاً عرضاً للسيطرة على واحدة من أكبر شركات الاتصالات في السودان، وهي زين السودان، "نحن وشركاؤنا في الإمارات استثمرنا بالفعل في بنك وفندق وفي التعدين".
أضاف: "تريد الإمارات أن ينعم السودان بالاستقرار حتى يتمكنوا من القيام بالمزيد والمزيد من هذه الاستثمارات، لكننا لا ننتظر أن يكون كل شيء على ما يرام".