تكبد أغنى أغنياء أمريكا خسائر فادحة خلال الأشهر الأخيرة، حتى قبل أن تتعثر الأسهم الأمريكية ويهبط سوقها بالكامل هذا الأسبوع، وفق ما ذكرته وكالة Bloomberg الأمريكية، الأحد 19 يونيو/حزيران 2022.
إذ تراجع حجم الثروة الإجمالية لشريحة الـ1% بمقدار 701 مليار دولار في الربع الأخير، وهو أول تراجع منذ أوائل عام 2020، سببته خسائر في الأسهم بقيمة 1.5 تريليون دولار، وفقاً لتقديرات جديدة من الاحتياطي الفيدرالي.
الوكالة الأمريكية أشارت إلى أن هذه الخسائر الفادحة تُعتبر نهاية مفاجئة للمسار الاستثنائي الذي دام عامين، والذي أضاف أكثر من 11 تريليون دولار إلى صافي ثرواتهم مجتمعة.
خسائر أغنى أغنياء أمريكا
هذه الأرقام تبرز حجم الثروة التي خسرتها شريحة الـ1% من أغنياء أمريكا، التي تمتلك أكثر من نصف الأسهم التي يملكها الأمريكيون، مؤخراً.
إذ انخفض مؤشر بورصة S&P 500 بنسبة 19% أخرى منذ 31 مارس/آذار، في حين انخفض مؤشر بورصة ناسداك 100 بنسبة 24% إضافية. وشهدت كلتا البورصتين تراجعاً طفيفاً بنسبة 5% و9% في الربع الأول على التوالي.
كما أثرت خسائر سوق الأسهم على حصة الثروة التي يسيطر عليها 1% من أغنياء أمريكا، إذ انخفضت إلى 31.8% في نهاية الربع الأول من 32.2% بداية العام، وفقاً لبيانات الاحتياطي الفيدرالي.
على أن صافي ثروتهم مجتمعين ظل يقارب 45 تريليون دولار، أي أكثر من الـ43.5 تريليون دولار، حصة الطبقة الأفقر، البالغة نسبتها 90% من الثروة. وباستثناء العام الماضي، كانت شريحة الـ1% تسيطر على نسبة من الثروة الأمريكية، تفوق أي مرحلة في تقديرات البنك المركزي منذ عام 1989.
"فقراء أمريكا" يزيدون مكاسبهم
أما الأمريكيين من خارج شريحة الـ1% فيسيطرون على أقل من 12% من الأسهم، وهذا عزلهم عن تقلبات الأشهر الثلاثة الأولى من العام.
على أن سوق العقارات، وهو عامل رئيسي في مكاسب الثروة في عصر الجائحة للطبقة الغنية والمتوسطة على السواء، تراجع أيضاً مؤخراً، إذ ارتفعت معدلات الرهن العقاري إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2008، بعد تشديد الاحتياطي الفيدرالي للسياسات النقدية لخفض أعلى معدلات تضخم تشهدها منذ 40 عاماً.
حيث خسر الأمريكيون في مؤشر بلومبرغ للمليارديرات حوالي 760 مليار دولار هذا العام، منها 690 مليار دولار منذ نهاية الربع الأول. وتراجعت الثروة الشخصية لأغنى شخص في العالم، إيلون ماسك، بمقدار 64.5 مليار دولار منذ نهاية عام 2021، وبذلك وصل صافي ثروته إلى حوالي 206 مليارات دولار.
على الجانب الآخر، عزز النصف الأفقر من الأمريكيين ثروته مرة أخرى في الربع الأخير، مواصلاً بذلك الاتجاه الذي بدأ مع اكتشاف أول حالة كورونا في الولايات المتحدة أوائل عام 2020، وتقديم الحكومة الفيدرالية تريليونات الدولارات للإغاثة.
فقد ارتفع صافي ثروة هذه الشريحة بمقدار 164 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، لتصل إلى 3.9 تريليون دولار. وارتفع صافي ثروة بعض الأمريكيين من الطبقة المتوسطة أيضاً.