بعد تجارب على القوارض والفئران.. مؤسسة بريطانية تحذر من تأثير عقار يعالج الصرع على الجيل الثاني

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/19 الساعة 16:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/19 الساعة 16:02 بتوقيت غرينتش
shutterstock مرض الصرع

قالت صحيفة The Times البريطانية  في تقرير نشرته يوم الأحد 19 يونيو/حزيران 2022 إنه يُحتمل الآن أن يكون عقار الصرع الذي سبب إعاقات لآلاف الرضع بعد أن وُصف لأمهاتهم أثناء الحمل، أشد ضرراً مما اعتُقد سابقاً.

الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية MHRA في بريطانيا تتخوف من أن فالبروات الصوديوم قد تُحفز تغييرات جينية تساعد على تمرير الإعاقات إلى الجيل الثاني وحتى الثالث لمتناولات العقار، وفقاً للجهات المنظمة للعقاقير في المملكة المتحدة.

مخاوف من آثار سلبية لعقار طبي لداء الصرع

الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية MHRA أثارت المخاوف أيضاً من احتمال تأثير العقار على الحيوانات المنوية والخصوبة، وقد يكون له علاقة بحالات الإجهاض والمواليد الموتى.

في المقابل يتعرض الوزراء في الحكومة البريطانية بالفعل لضغطٍ بعد أن اتضح في أبريل/نيسان 2022 أن عقار فالبروات لا يزال يُوصف للنساء دون التحذيرات اللازمة قانوناً. وبحسب ما صرحت وكالة MHRA فإن 6 أطفال يُولدون شهرياً بعد التعرض للعقار، ومن الممكن أن يؤدي تعرضهم له إلى الإصابة بالتشوهات أو التوحد أو إعاقات التعلم.

يمكن استخدام الفالبروات، ويُباع في المملكة المتحدة بالاسم التجاري Epilim، لأغراض الصحة النفسية لعلاج الاضطراب ثنائي القطب والصداع النصفي والصرع. وقد ركزّت الشكوك في سلامته بدرجة كبيرة على الحمل؛ إذ يمكن أن يضر الصرع بالمرأة وجنينها ولا ينبغي أن يتناول المرضى فالبروات الصوديوم دون استشارة طبية.

ظهور مشاكل على الأطفال 

يعتقد كل من ديف وإيفيت توت من مدينة إكستر، أن حفيدهما البالغ من العمر 3 سنوات، تبدو عليه مشكلات لها علاقة بالدواء. 

حيث شُخّص ابنهما آندرو (33 عاماً) بمتلازمة جنين فالبروات وهو في السابعة من عمره، بعد أن تناولت إيفيت (64 عاماً الآن) دواء فالبروات أثناء حملها في الثمانينات دون تحذير. وقد عانى آندرو في طفولته صعوبات في الكلام وتعلم اللغة. كما كان مصاباً بضعف العضلات وتطلب دعماً للاحتياجات الخاصة. 

قالت والدته: "عندما أنظر إلى زاك أرى آندرو مُجدداً. نخشى أنه يسير في الطريق نفسه".

من جانبه قال ديف (63 عاماً): "أكره التفكير في عدد الناس الذين قد يخوضون نفس المعاناة. ينبغي أن يركز منظمو العقاقير كل مجهوداتهم لمعالجة هذا الخطر العابر للأجيال، وإن كان واقعاً ولا بد، فعليهم الوصول إلى جميع العائلات التي تناولته والتحقق مما إن كان أطفالهم قد أنجبوا ويحتاجون إلى دعمهم".

في حين عمل بيتر ترنبيني، الاستشاري في علم الوراثة السريرية بصندوق مؤسسة الخدمات الصحية الوطنية NHS للرعاية الصحية بجامعة رويال ديفون، مع الأطفال المتأثرين بعقار فالبروات لأكثر من 25 عاماً وساعد في تطوير الأدلة التي تُثبت تأثيراته المدمرة.

حيث قال في حديثه حول الأمر: "ركز البحث الرئيسي حالياً على نماذج من الحيوانات كالقوارض والفئران، وأظهر احتمالية وجود تأثير عابر للأجيال. لا يعني ذلك أن الأمر سيكون مشابهاً في حالة البشر، لكنها نتيجة كافية للقول بأن علينا إجراء دراسة مُمولة بشكل ملائم وعلى نطاق واسع".

علامات:
تحميل المزيد