قال مسؤول كبير بوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن الوكالة المعنية بتوفير الرعاية الصحية والتعليم لملايين الفلسطينيين تعاني نقصاً قدره 100 مليون دولار.
جاء ذلك في تصريح للمفوض العام لـ"الأونروا"، فيليب لازاريني، الذي قال لمراسلين صحفيين في بيروت، الأربعاء 15 يونيو/حزيران، إن الوكالة "تواجه ضائقة مالية شديدة حدَّت من قدرتها على التعامل مع أزمات اللاجئين الفلسطينيين"، بحسب ما نقله موقع Middle East Eye البريطاني، الجمعة 17 يونيو/حزيران 2022.
تأسَّست الأونروا في ديسمبر/كانون الأول 1948، لتقديم برامج إغاثة لنحو 750 ألف لاجئ فلسطيني طردتهم العصابات الصهيونية من قراهم وبلداتهم في أثناء قيام دولة إسرائيل، وهي الفاجعة التي يعرفها الفلسطينيون باسم النكبة.
تضم قوائم اللاجئين المسجلين في الأونروا حالياً نحو 5.7 مليون لاجئ مستحق لتلقي المساعدات من الوكالة.
ترامب فاقمت أزمة الأونروا
كانت الولايات المتحدة حتى عام 2018، أكبر دولة مانحة لـ"الأونروا"، ويليها الاتحاد الأوروبي، لكن الأمور تغيرت بعد أن قررت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تخفيض مساعداتها السنوية للوكالة من 360 مليون دولار إلى 60 مليون دولار، ثم قررت قطع التمويل بالكامل في عام 2019، لتقع الوكالة بعدها في أزمة مالية خانقة.
من جانبها، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في أبريل/نيسان 2022، أنها تعتزم منح الوكالة 235 مليون دولار من المساعدات، ضمن مساعي الإدارة لتحسين العلاقة مع السلطة الفلسطينية والمضي قدماً في جهود حل الدولتين.
فيما أكدت الأونروا أنها ستتلقى 150 مليون دولار من هذه المساعدات، وهو مبلغ يكاد لا يكفي لدعم 700 مَدرسة و150 عيادة صحية مخصصة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان.
وقال لازاريني، الأربعاء: "إنها أيام عصيبة على الأونروا، وأيام ضيقٍ شديد على اللاجئين الفلسطينيين، لا سيما أنهم من أشد فئات الناس وهناً ومن أكثرهم عرضة للتأثر بضيق الحال في المنطقة".
فيما زعمت منظمة "أنقِذوا الأطفال" الخيرية أن أكثر من نصف الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر انتابتهم أفكار انتحارية خلال العام الماضي. وقالت المنظمة إن نحو 55% من أطفال القطاع راودتهم فكرة الانتحار، وإن ثلاثة من كل خمسة أطفال فكروا في إيذاء أنفسهم.
يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة تحت حصار اقتصادي وعسكري إسرائيلي منذ عام 2006، حتى إن القطاع يُوصف بأنه "أكبر سجن مفتوح في العالم".
سجن بالهواء الطلق
حيث انتقدت منظمة أوكسفام العالمية استمرار الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة منذ 15 عاماً، حيث يعاني 2.1 مليون فلسطيني، دون إرادة أو عمل سياسي جماعي لفك هذا الحصار الظالم، واصفةً القطاع بـ"سجنٍ في الهواء الطلق".
منظمة Oxfam الخيرية العالمية نشرت على موقعها تقريراً حول الظروف الإنسانية الصعبة داخل القطاع، حيث يحاول الغزيون "الصمود بشكل لا يصدق، واقفين على أقدامهم في ظروفٍ مستحيلة".
بحسب المنظمة فقد أنفق المجتمع الدولي في تلك السنوات الـ15 ما يقدر بنحو 5.7 مليار دولار في غزة فقط للمساعدات الإنسانية الأساسية.
وقالت غابرييلا بوشر، المديرة التنفيذية لمنظمة أوكسفام الدولية: "اليوم، يعتمد سبعة من كل عشرة أشخاص في غزة على المساعدات. يجب أن يتغير هذا. نحن نتطلع إلى الأمين العام للأمم المتحدة شخصياً لجعل الرفع الفوري للحصار عن غزة أولوية".
تابعت بوشر: "سيطرة إسرائيل كاملة، وتمتد إلى مستويات سخيفة ومعاقبة صريحة، مثل حظر تصدير الطماطم في غزة ما لم يُزَل الجزء الأخضر العلوي من الثمرات، بحيث لا يمكن أن تظل طازجة".