حذر المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة، فيليبو جراندي، الخميس 16 يونيو/حزيران 2022، من أن الأزمة الغذائية التي أججتها الحرب في أوكرانيا "ستدفع المزيد من الناس إلى الفرار من ديارهم في البلدان الأكثر فقراً؛ مما يؤدي لارتفاع مستويات النزوح عالمياً".
وأظهر تقرير للأمم المتحدة، الخميس، أن حوالي 89.3 مليون شخص نزحوا قسراً في جميع أنحاء العالم في نهاية عام 2021، بسبب الاضطهاد والصراع وسوء المعاملة والعنف.
إلى جانب ذلك، اضطر ملايين آخرون في أوكرانيا، مع بدء الهجوم الروسي على البلاد، إلى اللجوء نحو البلدان المجاورة أو النزوح داخل حدودهم، مع ارتفاع الأسعار المرتبط بمنع صادرات الحبوب، والذي من شأنه أن يسبب مزيداً من النزوح في الأماكن الأخرى.
"التأثير سيكون مدمراً"
بدوره، قال المفوض الأممي، أمام الصحفيين هذا الأسبوع: "إذا كانت لديك أزمة غذاء بالإضافة إلى كل ما وصفته؛ الحرب وحقوق الإنسان والمناخ، فسوف تسرّع فقط الاتجاهات التي وصفتها في هذا التقرير"، واصفاً الأرقام بأنها "مذهلة".
وأضاف: "من الواضح أن التأثير سيكون مدمراً للغاية إذا لم يتم التوصل لحل على نحو سريع"، لافتاً إلى أن المزيد من الناس يفرون بالفعل نتيجة لارتفاع الأسعار وحركات التمرد العنيفة في منطقة الساحل بإفريقيا.
يُذكر أن عدد النازحين ارتفع على نحو سنوي خلال العقد الماضي، بحسب تقرير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وهو الآن أكثر من ضعف عدد النازحين البالغ 42.7 مليون شخص في عام 2012.
التمييز بين أوكرانيا وغيرها
من جانب آخر، انتقد جراندي ما سماه "احتكار" الموارد الممنوحة لأوكرانيا، في حين أن البرامج الأخرى لمساعدة النازحين تعاني من نقص التمويل.
وقال: "يجب ألا تجعلنا أوكرانيا ننسى الأزمات الأخرى"، مشيراً إلى صراع استمر عامين في إثيوبيا والجفاف في القرن الإفريقي.
وقارن الخلافات بين الدول حول استقبال مجموعات صغيرة من المهاجرين عبر البحر المتوسط بالقوارب بسخاء في دول الاتحاد الأوروبي مع اللاجئين الأوكرانيين منذ الغزو الروسي في فبراير/شباط.
وقال: "من المؤكد أنه يثبت نقطة مهمة: الاستجابة لتدفق اللاجئين، ووصول يائسين إلى شواطئ أو حدود الدول الغنية أمر لا يمكن السيطرة عليه"، منتقداً استجابة الاتحاد الأوروبي لأزمات اللاجئين، مؤكداً أنها"غير متكافئة".
بينما ذكر التقرير أن البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل استضافت 83% من لاجئي العالم في نهاية عام 2021.