قالت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، إن رئيس أفغانستان السابق أشرف غني، أمضى بضعة أشهر مختبئاً في فندق من فئة 5 نجوم بالإمارات، بعد فراره من بلاده وسيطرة حركة "طالبان" على البلاد.
كان غني قد فرّ من العاصمة الأفغانية كابول، في 15 أغسطس/آب 2022 بعد حملة شنَّتها حركة "طالبان" طيلة شهور للسيطرة على البلاد، مع اقتراب موعد خروج القوات الأمريكية. وعندما وصل مقاتلو الحركة إلى كابول، تخلت حكومة غني عن المدينة دون قتال.
ظل مكان الرئيس الأفغاني السابق مجهولاً عدة أيام، ثم ظهر غني في الإمارات، التي قالت آنذاك إنها سمحت له بالدخول إلى البلاد لأسباب إنسانية.
الصحيفة الأمريكية أشارت في تقريرها، الإثنين 13 يونيو/حزيران 2022، إلى أنَّ غني أقام، بمجرد وصوله إلى الإمارات، في جناحٍ فاخر بفندق "سانت ريجيس" ذي الـ5 نجوم في أبوظبي، وكان بصحبته زوجته.
كذلك أوردت الصحيفة أن غني مكث هناك أشهراً، أما زوجته فاختارت السكن في فيلا مخصصة للإقامة الدائمة قدَّمتها إليهما الحكومة الإماراتية.
كان غني قد زعم في بيان، أنه لما رأى كابول على وشك السقوط بأيدي طالبان، هربَ ليتجنب إراقة الدماء، لكن روسيا اتهمت غني بالفرار بأربع سيارات وطائرة هليكوبتر، وادَّعت أنه أخذ معه حقائب مليئة بالأموال.
لكن تحقيقاً أجراه المفتش العام الأمريكي الخاص لإعادة إعمار أفغانستان، خلص إلى أنه لا يمكن الجزم بما إذا كان غني قد أخذ أموالاً كثيرة معه أم لا. إلا أن المفتش الأمريكي أكَّد أن نحو 5 ملايين دولار اختفت من القصر الرئاسي، وأن عشرات الملايين من الدولارات أُخذت من المديرية الوطنية للأمن (وكالة الاستخبارات الرئيسية في أفغانستان).
يُذكر أنه في منتصف أغسطس/آب 2021، سيطرت "طالبان" على أفغانستان بالكامل، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أمريكي من البلد الآسيوي اكتملت نهاية الشهر ذاته.
لا تزال دول العالم مترددة في الاعتراف بحكم "طالبان"، وتربط ذلك بسلوكيات الحركة، خاصةً احترام حقوق الإنسان، وعدم السماح لـ"الإرهابيين" بالعمل في البلاد.
إلا أن زامير كابولوف ممثل الرئيس الروسي في أفغانستان، أعلن الثلاثاء 14 يونيو/حزيران 2022، إمكانية اعتراف موسكو بحكومة طالبان.
كابولوف قال رداً على سؤال حول احتمالات الاعتراف بحكومة طالبان: "من الواضح أن مثل هذه الآفاق موجودة، فالشروط أشار إليها كل من رئيس روسيا ووزير خارجيتها"، بحسب ما نقلته قناة "روسيا اليوم".
أضاف أن "الخطوة الأولى في هذا الاتجاه هي سلطة عرقية وسياسية شاملة"، وأشار إلى أنه تم إبلاغ ممثلي السلطات الأفغانية الحالية بهذا الأمر أكثر من مرة، وعندما يحدث ذلك، سيكون هناك أساس لـ"محادثة جادة".