أظهرت صور الأقمار الاصطناعية، الثلاثاء 14 يونيو/حزيران 2022، صاروخاً مجهزاً على منصة إطلاق في صحراء في إيران، على ما يبدو أن طهران تستعد لإطلاقه نحو الفضاء، في الوقت الذي لا تزال فيه التوترات عالية بشأن برنامج إيران النووي.
أفادت وكالة أسوشييتد برس الأمريكية بأن الصور التي نشرتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" أظهرت صاروخاً على منصة إطلاق في ميناء الإمام الخميني الفضائي في محافظة سمنان، على بعد حوالي 240 كيلومتراً جنوب شرق طهران.
وأظهرت مجموعة من الصور صاروخاً على ناقلة يُجهّز لرفعه ووضعه على برج الإطلاق، فيما أظهرت صورة لاحقة الصاروخ بعد وضعه على البرج.
إلا أن إيران لم تكشف عن إطلاق مرتقب في مينائها الفضائي، كما لم ترد بعثتها لدى الأمم المتحدة في نيويورك على الفور على طلب للتعليق على الأمر.
تحركات إيرانية في الصناعات الفضائية
وكانت وكالة أنباء إرنا المحلية الرسمية قالت، في مايو/أيار الماضي، إن إيران سيكون لديها على الأرجح سبعة أقمار صناعية محلية الصنع جاهزة للإطلاق بحلول مارس/آذار 2023.
من جهته، قال جيفري لويس، الخبير في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار التابع لمعهد ميدلبري للدراسات الدولية، إن تلك الأنباء تتلاءم مع عودة التركيز الإيراني على القطاع الفضائي في عهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، لا سيما مع رحيل الراعي الإيراني للاتفاق النووي، الرئيس السابق حسن روحاني، عن منصبه وتلاشي المخاوف من توقف المحادثات بسبب عمليات الإطلاق، التي تؤكد الولايات المتحدة أنها تساعد إيران في برنامجها للصواريخ الباليستية.
لويس ذهب إلى أن إيران "لم تعد حريصة على التزام الحذر كما في السابق. أعتقد أن فريق إبراهيم رئيسي لديه توازن جديد في أذهانهم" يسعون إلى إقراره.
يُذكر أن برنامج الفضاء المدني الإيراني شهد سلسلة من الانتكاسات والانفجارات المميتة في السنوات الأخيرة. لكن في غضون ذلك، كشف الحرس الثوري الإيراني، في أبريل/نيسان 2020، عن برنامجه الفضائي السري من خلال إطلاق قمر صناعي إلى مداره بنجاح.
على مدار العقد الماضي، أرسلت إيران عدة أقمار صناعية قصيرة العمل إلى المدار، لكن في عهد رئيسي اجتمع المجلس الأعلى للفضاء الإيراني لأول مرة منذ 11 عاماً، وفقاً لتقرير صدر حديثاً عن التلفزيون الحكومي.
تزعم الولايات المتحدة أن إطلاق مثل هذه الأقمار الصناعية يتعارض مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدعو إيران إلى عدم الاضطلاع بأي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية.
لكن إيران، التي لطالما قالت إنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، أكَّدت أن إطلاق أقمارها الصناعية واختباراتها الصاروخية لا ينطوي على شيء له علاقة بالعمل العسكري. وتقول طهران أيضاً إنها لم تنتهك قرار الأمم المتحدة؛ لأنها لم تلزمها ذلك، بل "دعت" فقط إلى عدم إجراء هذا النوع من الاختبارات.