قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير نشرته يوم الإثنين 13 يونيو/حزيران 2022، إن عالمَين إيرانيَّين تخرجا في أفضل الجامعات الإيرانية وفي عمر الشباب ويتمتعان بصحة جيدة، مرضا فجأة وانتهى بهما الأمر في وحدات العناية المركزة بمستشفيَين في مدينتين مختلفتين ثم مات كلاهما في غضون أيام
حسب الصحيفة الأمريكية، تعتقد إيران أن إسرائيل قتلتهما بتسميم طعامهما، بحسب مسؤول إيراني وشخصين آخرين على صلة بالحكومة تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما بسبب حساسية الموضوع.
اتهامات إيرانية لإسرائيل بتسميم اثنين من العلماء
كان أحدهما، أيوب انتصاري، مهندس طيران يعمل في مركز أبحاث عسكري، أما الآخر، كمران أغملائي، فكان عالماً من علماء الجيولوجيا. ومما زاد الغموض الذي يكتنف مقتلهما، أن وسائل الإعلام الإسرائيلية والقنوات الإخبارية الإيرانية في الخارج أفادت بأن السيد أغملائي كان يعمل في منشأة نطنز النووية الإيرانية. لكن أصدقاءه نفوا ذلك، وقالوا إنه عمل في شركة أبحاث جيولوجية خاصة، ولم تستطع صحيفة نيويورك تايمز تأكيد أن لديه أي علاقات مع الحكومة أو أي برنامج أسلحة.
السيد انتصاري حاصل على درجة الدكتوراه بالطيران وعمل في مشاريع تتعلق بالصواريخ وتوربينات الطائرات لمركز فضاء حكومي بمدينة يزد، على بعد نحو 390 ميلاً جنوب شرقي العاصمة طهران.
أعراض التسمم
ظهرت عليه أعراض التسمم الغذائي بعد حضور عشاء دعي إليه العلماء في يزد، بحسب موظف مسؤول إيراني رفيع. واختفى مضيف حفل العشاء، وكانت السلطات تبحث عنه، بحسب الموظف، الذي لم يتسن تحديد هويته، لأنه غير مصرح له بالتحدث علناً.
كان السيد أغملائي قد عاد لتوه إلى طهران من رحلة عمل إلى مدينة تبريز في شمال غربي البلاد عندما أصيب بغثيان وإسهال شديد يزداد سوءاً يوماً بعد يوم حتى فشلت أعضاؤه وتوفي، وفقاً لما ذكره أحد الأصدقاء.
الصحيفة تقول إنه إذا كانت هذه الوفيات المتشابهة بشكل غامض، كما تشتبه إيران، عمليات قتل مستهدفة، فستتناسب مع نمط حرب الظل مع إسرائيل التي شهدت ضرب الطرفين بعضهما ببعض بسرية كافية لتجنب حرب شاملة.
أضافت الصحيفة: "الآن يبدو أن حرب الظل تلك تتفاقم. في الأسبوعين الماضيين فقط، هزت سلسلة من الوفيات المرتبطة بإسرائيل إيران. يبدو أن إسرائيل وسعت أهدافها من شخصيات بارزة مرتبطة بالبرنامج النووي إلى عسكريين وعلماء من المستوى الأدنى".
كانت إسرائيل عملت في الخفاء لسنوات لتقويض برامج إيران النووية والأسلحة، وضمن ذلك عمليات القتل المستهدف للخبراء المشاركين في تلك المساعي. كما هاجمت مواقع عسكرية إيرانية طورت طائرات مسيرة وصواريخ متطورة.
رحيل غامض للعلماء
توفي السيد انتصاري (35 عاماً)، في 31 مايو/أيار 2022، وقال زميل بمنشأة الأبحاث العسكرية حيث كان يعمل، على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه كان بصحة جيدة في الليلة التي سبقت مرضه فجأة، وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أنه لم يصب أي شخص آخر في عائلته، على الرغم من أنهم تناولوا جميعاً الطعام نفسه.
في حين قدم محافظ يزد حيث يسكن، لأسرته شهادة تعزية مؤطرة اعتبرته "شهيداً"، وشكر الأسرة على تضحيتها للوطن. وتمنح إيران لقب "شهيد" تكريماً لمن قُتلوا بنيران العدو أو أثناء أداء واجبهم تجاه بلدهم، فيما وصف عضو مجلس مدينة يزد وفاته بـ"الرعب البيولوجي".
لكن في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للأمن الإيراني، تراجع المسؤولون بسرعة عن وصف السيد انتصاري بالشهيد وعن تفاصيل أخرى يمكن أن تشير إلى هجوم إسرائيلي آخر، وهو أمر يمكن أن يحرج السلطات.