قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الإثنين 13 يونيو/حزيران 2022، إنه "لن يقترب أحد" من مياه بلاده، في أول تعليق على اعتزام إثيوبيا الملء الثالث لسد النهضة في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول 2022.
جاء ذلك في لهجة تحذيرية للرئيس المصري، رداً على سؤال بشأن الملء الثالث لسد النهضة الإثيوبي، طرحه أحد الإعلاميين عليه خلال لقاء معهم عقب افتتاح مشروعات تنموية.
تعليق السيسي على أزمة سد النهضة
هذا أول تعليق مصري على ما ذكره مدير مشروع سد النهضة، كيفلي هورو، في تصريحات متلفزة يوم 27 مايو/أيار 2022، من أن عملية الملء الثالث للسد الإثيوبي، المتنازع بشأنه بين أديس أبابا والقاهرة والخرطوم، ستكون في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول المقبلين.
قال السيسي: "أنا كلامي مش (ليس) كتير (كثير)، محدش (لا أحد) هيقرّب (سيقترب) من مياه مصر"، وفق ما بثه التلفزيون الحكومي ومحطات تلفزة خاصة.
أضاف: "إزاي بقه (كيف لا يتم عدم الاقتراب؟) نتكلم بالدبلوماسية وطول البال، والصبر، وفي الوقت ذاته ننفذ مشروعات للاستفادة القصوى من المياه وإعادة تدويرها مرة واثنين وثلاثة".
فيما تابع الرئيس المصري قائلاً: "أنا عملت كلّ ما يمكن عمله، صبرت وأعطيت الفرصة (للإثيوبيين) واشتغلت على ما عندي (الاستفادة من المياه) لأعظّم ما لدي".
اهتمام إثيوبي بالتفاوض
يذكر أنه وفي 10 يونيو/حزيران 2022، كشفت الخارجية الإثيوبية، في بيان، عن وجود "اهتمام" من أديس أبابا باستئناف المفاوضات الثلاثية التي يقودها الاتحاد الإفريقي بشأن سد النهضة، دون تعليق مصري أو سوداني.
جاء ذلك في بيان سلطت خلاله الوزارة الضوء على تصريحات سيليشي بيكيلي، المفاوض الإثيوبي السابق بشأن السد والسفير الحالي للبلاد لدى الولايات المتحدة، والتي قال فيها إن بلاده "مهتمة باستئناف المحادثات بشأن سد النهضة مع مصر والسودان"، حسبما نقلت وكالة "أسوشييتد برس".
أدلى بيكيلي بهذه التصريحات خلال اجتماع مع المبعوث الأمريكي الخاص الجديد إلى القرن الإفريقي، مايك هامر.
فيما تعثرت عدة جولات سابقة من المفاوضات بين إثيوبيا ومصر والسودان، على خلفية خوف مصر من أن يؤدي الملء السريع للسد إلى تقليص حصتها من مياه النيل.
التوصل لاتفاق ملزم
وسبق أن أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، تمسك بلاده بـ"التوصل لاتفاق ملزم بشأن سد النهضة الإثيوبي، والموقف المصري الثابت بالحفاظ على حقوقها التاريخية المكتسبة في مياه النيل".
من جانبها تتمسك القاهرة بـ"ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد على نحو يصون حق الأجيال الحالية والقادمة في مياه النيل المصدر الأساسي للمياه لمصر".
كانت إثيوبيا أعلنت، مطلع فبراير/شباط 2022، أنها بدأت في إنتاج الكهرباء من وحدة واحدة بالسد.
يذكر أنه وخلال السنوات الماضية، تسعى مصر لتعزيز علاقاتها مع دول حوض النيل، لمواجهة تعثر مفاوضات السد الإثيوبي، الذي تخشى أن يؤثر على حصتها السنوية من مياه النيل (55 مليار متر مكعب).
بينما تقول إثيوبيا إن السد سيحقق لها فوائد عديدة، لاسيما في إنتاج الطاقة الكهربائية، ولن يُضر بدولتي المصب، السودان ومصر.