حققت روسيا، خلال الأيام المئة الأولى من الحرب التي تخوضها على أوكرانيا، عائدات قدرها 93 مليار يورو من صادرات الطاقة الأحفورية، لا سيما إلى الاتحاد الأوروبي، بحسب ما أظهره تقرير صدر عن مركز أبحاث مستقل، الإثنين 13 يونيو/حزيران 2022.
يأتي صدور هذا التقرير من مركز البحوث حول الطاقة والهواء النظيف، الذي يتخذ مقراً في فنلندا، في وقت تحض فيه أوكرانيا الغرب على وقف واردات الطاقة من روسيا لحرمان الكرملين من مصدر تمويل لحربه عليها.
تُظهر الأرقام أن عائدات روسيا لم تنقطع، حتى لو أن الصادرات تراجعت في مايو/أيار 2022، وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من أن روسيا مضطرة إلى بيع إنتاجها بأسعار مخفضة في الأسواق الدولية، فإنها استفادت من ارتفاع أسعار الطاقة في العالم.
لفت التقرير أيضاً إلى أنه رغم أن بعض الدول، مثل بولندا وفنلندا ودول البلطيق، تبذل جهوداً كبيرة لخفض وارداتها من الطاقة الروسية، فإن دولاً أخرى زادت مشترياتها، ومن بينها الصين والهند والإمارات العربية المتحدة وكذلك فرنسا، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
المحلل لدى المركز، لاوري ميليفيرتا، قال إنه "في حين يبحث الاتحاد الأوروبي تشديد العقوبات على روسيا، زادت فرنسا وارداتها لتصبح أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال الروسي في العالم".
أوضح الخبير أن عمليات الشراء تتم نقداً وليس في إطار عقود بعيدة المدى؛ ما يعني أن فرنسا قررت عمداً التزود بالطاقة الروسية رغم غزو أوكرانيا.
أضاف ميليفيرتا: "يجب أن تكون أفعال فرنسا مطابقة لأقوالها، إن كانت تدعم حقاً أوكرانيا، عليها أن تفرض حالاً حظراً على مصادر الطاقة الأحفورية الروسية، وتطور بسرعة الطاقات النظيفة وحلولاً تؤمّن كفاءة استخدام الطاقة".
يتفق ما توصل إليه هذا التقرير مع بيانات بريطانية، كشفت الأسبوع الماضي أن كمية النفط التي صدَّرتها روسيا إلى أوروبا منذ بدء هجومها على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، تزيد على الكمية في فترة ما قبل الحرب.
مجلة The Economist البريطانية قالت، الثلاثاء 7 يونيو/حزيران 2022، إن شركة Argus Media البريطانية المتخصصة في أبحاث السوق، أشارت إلى أن كميات النفط الروسية إلى أوروبا ارتفعت بنسبة 14%، بين يناير/كانون الثاني، وأبريل/نيسان 2022، من 750 ألف برميل، إلى 857 ألف برميل يومياً.
كان الاتحاد الأوروبي قد أقر في مايو/أيار 2022 حظراً تدريجياً على وارداته من النفط الروسي، مع بعض الاستثناءات، ولا يشمل الحظر في الوقت الحاضر الغاز الذي يعول عليه الاتحاد.
شكّل الاتحاد الأوروبي، بحسب التقرير، 61% من صادرات الطاقة الأحفورية الروسية، أي ما يقارب 57 مليار يورو، خلال الأيام المئة الأولى من الهجوم الروسي على أوكرانيا بين 24 شباط/فبراير و3 حزيران/يونيو 2022.
بالنسبة للدول المستوردة الكبرى، جاءت الصين بالمقدمة (12,6 مليار يورو)، وألمانيا (12,1 مليار) وإيطاليا (7,6 مليار).
يُعد النفط الخام مصدر العائدات الأول لروسيا بمقدار 46 مليار دولار، يليه الغاز الذي يصدر عبر خطوط الأنابيب (24 ملياراً)، ثم المشتقات النفطية والغاز الطبيعي المسال، وأخيراً الفحم.
يُذكر أنه منذ 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا هجوماً على أوكرانيا، تبعه رفض دولي وعقوبات على موسكو التي تشترط تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعدّه الأخيرة تدخلاً في سيادتها.