جماعات إسلامية بالهند تدعو أتباعها لتجنب الاحتجاجات على التصريحات المسيئة للنبي.. هكذا بررت قرارها

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/13 الساعة 12:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/27 الساعة 09:02 بتوقيت غرينتش
احتجاجات سابقة لمسلمين في الهند/ رويترز

ناشد زعماء جماعات إسلامية بارزة ومساجد في الهند المسلمين هناك، الإثنين 13 يونيو/حزيران 2022، لتعليق خطط الاحتجاج على تصريحات مسيئة للنبي محمد ﷺ أدلى بها اثنان من أعضاء الحزب القومي الهندوسي الحاكم.

جاءت هذه الرسالة التي تدعو لتجنب التجمعات الكبيرة، بعد أن اتخذت المظاهرات منعطفاً عنيفاً الأسبوع الماضي، بعدما قمعت السلطات بقوة الاحتجاجات؛ ما أدى إلى مقتل مراهقين مسلمين اثنين، وإصابة أكثر من 30 شخصاً منهم رجال شرطة.

مالك أسلم، العضو البارز في الجماعة الإسلامية، وهي منظمة تعمل في العديد من الولايات الهندية، قال إنه "واجب على المسلمين أن يتحدوا عندما يستخف أي شخص بالإسلام، ولكن في نفس الوقت من المهم الحفاظ على السلام".

كان عضوان كبيران في حزب "بهاراتيا جاناتا" الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، قد أدليا بتصريحات أساءت إلى المسلمين، وأدلت متحدثة باسم الحزب بالتعليق المسيء في مناظرة تلفزيونية بينما جاء التعليق الآخر لمتحدث باسم الحزب على وسائل التواصل الاجتماعي.

علق الحزب عضويتهما وقال إنه "يندد بأي إساءة لأي دين"، كما رفعت الشرطة دعاوى قضائية على الاثنين، لكن ذلك لم يمنع المسلمين الغاضبين من النزول إلى الشوارع للاحتجاج.

من جانبها، واجهت الشرطة احتجاجات المسلمين بعنف مفرط، وألقت القبض على ما لا يقل عن 400 ممن يشتبه فيما قالت إنه "إثارة للشغب" خلال الاضطرابات التي وقعت في عدة ولايات، كما فُرض حظر تجول وتوقفت خدمات الإنترنت في بعض الأماكن.

يتساءل العديد من المسلمين في الهند عن مكانتهم في المجتمع، منذ وصول مودي إلى السلطة في 2014.

يقول البعض إن حزب "بهاراتيا جاناتا" الذي ينتمي إليه مودي قد انتهج خط المواجهة، ويروج لفكرة أن الهند دولة هندوسية، وأنه يهاجم المعارضين "المعادين للقومية"، وهو أمر يعتبره العديد من المسلمين محاولة لتهميشهم، إذ يُشكل المسلمون 13% من عدد سكان الهند الذي يتجاوز مليار نسمة.

كانت السلطات الهندية قد هدمت في ولاية أوتار براديش بشمال الهند أمس الأحد 12 يونيو/حزيران 2022 منزل رجل مسلم مرتبط بالاحتجاجات، مما دفع خبراء دستوريين وجماعات حقوقية للتنديد بحكومة الولاية التي يقودها حزب بهاراتيا جاناتا.

اعتبر مسلمون وجماعات حقوقية أن هدم المنزل عقاب لأعمال الشغب، لكن سلطات الولاية قالت إن السبب هو أنه "بُنِي بشكل غير قانوني على أرض عامة"، بحسب زعمها.

من جانبه، قال مساعد للزعيم الهندوسي المتشدد في الولاية لوكالة رويترز: "نحن لا نهدم المنازل لمنع المسلمين من الاحتجاج؛ لأن لهم كل الحق في النزول إلى الشوارع".

لم يعلق مودي على التصريحات المناهضة للإسلام التي أشعلت الاحتجاجات حتى مع تنامي التنديد في الخارج، على الرغم من أن دولاً منها قطر والسعودية والإمارات وعمان وإيران، وهم شركاء تجاريون مهمون للهند، أعربت عن احتجاجات دبلوماسية بشأن التصريحات المسيئة للنبي محمد والمسلمين. 

تحميل المزيد