تقوم عصابة متخصصة بتهريب قطع أثرية تاريخية قيّمة من أوكرانيا إلى روسيا، وفقاً لما نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، الأحد 12 يونيو/حزيران 2022، نقلاً عن فريق دولي من الأكاديميين وخبراء التكنولوجيا الرقمية الذين يتتبَّعون السرقات.
إذ قال بريان دانيلز، عالم الأنثروبولوجيا الذي يعمل مع علماء الآثار والمؤرخين والمتخصصين في التصوير الرقمي، إن "لديه دليلاً قوياً على أن سرقة القطع الأثرية التاريخية خطوة روسية هادفة، مع استهداف لوحات وزخارف محددة ونقلها إلى موسكو".
وعمل دانيلز وزملاؤه من معمل في ولاية فرجينيا الأمريكية، على مراقبة عمليات سلب وتدمير أهداف ثقافية منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، واكتشفوا أنماط هذه الجرائم.
الذهب السكيثي الثمين
ووفقاً لدانيلز فإن السرقات تتركز بشكل كبير على الذهب السكيثي الثمين، حيث تستهدف قطعاً تخريمية قديمة قيّمة، غالباً ما تصور الحيوانات، وقد صنعتها قبائل منطقة آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية التي كانت تُعرف سابقاً باسم "سكيثيا".
وتابع دانيلز: "هذه العناصر مذهلة بصرياً، وهناك الآن العديد من التقارير عن السرقات، ومن الواضح أنها استراتيجية"، لافتاً إلى "حرص الأوكرانيين أيضاً على وضع قائمة بالأشياء المسروقة".
كما أكد أن من الصعب معرفة ما إذا كانت القيمة النقدية هي العامل الأكثر أهمية بالنسبة إلى الروس، أو ما إذا كان قد تم اختيار الأشياء لأهميتها الثقافية.
الباحث أشار أيضاً إلى أن هناك احتمالاً بأن يكون ذلك كله "جزءاً من تقويض هوية أوكرانيا كدولة منفصلة، من خلال التلميح ضمنياً إلى الملكية الروسية الشرعية لجميع معروضاتها".
ويتخوف عالم الأنثروبولوجيا من استجواب الروس لأمناء المتحف والقائمين عليه، إذ قال: "لدينا قلق متزايد بشأن عمال المتحف وموظفي الأمن، لا سيما عندما يجدون أنفسهم خلف الخطوط الروسية".
حماية التراث الأوكراني
ومنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، سعت المتاحف في أوكرانيا جاهدة لحماية القطع الأثرية القديمة بأي وسيلة ممكنة، من القصف العسكري الروسي الذي طال مساحة واسعة من البلاد.
إذ قام متطوعون بإزالة القطع المعروضة في صالات المتحف الوطني بمدينة لفيف غربي أوكرانيا وتخزينها في قبو المبنى، حيث وُضعت المخطوطات القديمة في صناديق من الورق المقوى تستخدم عادة لنقل الموز.
وفي وقت سابق، دقت الوكالة الثقافية التابعة للأمم المتحدة "اليونسكو" ناقوس الخطر بشأن الأضرار التي لحقت بالتراث الثقافي لأوكرانيا عندما أعلنت أنها تعمل على تقييم المؤسسات التعليمية والثقافية في أوكرانيا والمواقع التراثية التي حددتها الأمم المتحدة، حيث تعد أوكرانيا موطناً لسبعة من مواقع التراث العالمي لليونسكو، من ضمنها كاتدرائية القديسة صوفيا الشهيرة والمباني الرهبانية ذات الصلة في العاصمة كييف.