أثار قرار سعودي بخصوص التقديم على طلبات الحج للمسلمين في البلاد الغربية، مخاوف لدى البريطانيين الذين يتطلعون لأداء فريضة الحج هذا العام، حسبما نشرته شبكة بي بي سي البريطانية، الأحد 12 يونيو/حزيران 2022.
القرار تمثل في إطلاق موقع إلكتروني مخصص لتقديم الطلبات لأداء فريضة الحج بالنسبة للمسلمين في الغرب، بيد أن بعض المسلمين في بريطانيا حجزوا بالفعل للسفر إلى السعودية عبر شركات منظمة لرحلات الحج.
وأحدث القرار مخاوف لدى أصحاب الحجوزات السابقة من أن يخسروا الأموال التي دفعوها لتلك الشركات.
كانت وزارة الحج السعودية أعلنت الأسبوع الماضي، أن المسلمين في أوروبا وأستراليا والأمريكتين، سيحتاجون إلى التقديم لأداء فريضة الحج، من خلال السحب العشوائي على موقع "مطوف" المدعوم من الحكومة.
وبعد عدة أيام من عدم اليقين بشأن التكلفة والإطار الزمني لعملية القرعة، انطلق نظام القرعة الجديد لأداء فريضة الحج أمام طلبات المسلمين في الغرب، خلال الفترة من 7 إلى 12 يوليو/تموز القادم.
وتتراوح تكلفة الرحلة، المفروضة على المسلم مرة واحدة في حياته، ما بين 6000 جنيه إسترليني إلى أكثر من 10000 جنيه إسترليني، حسب "بي بي سي".
"الأمر كان مزعجاً للغاية"
ونقلت الشبكة عن "فاميدا" وهو اسم مستعار لسيدة في الثلاثينيات من عمرها تعيش شمال غربي بريطانيا، قولها إنها سجلت بالفعل رغبتها بالسفر إلى السعودية لأداء الحج عبر وكيل سفريات محلي.
وأضافت أنها تنتظر الذهاب إلى مكة مع أفراد عائلتها الكبيرة منذ عاملين، وكانت متحمسة لتحقيق ركن مهم من أركان الدين الإسلامي.
لكن فاميدا حزينة بعد صدور القرار السعودي، حيث بات يتعين عليها إعادة الحجز لزيارة المملكة بغرض الحج عبر موقع رسمي تدعمه السلطات في السعودية.
وأضافت في حديثها مع الشبكة البريطانية، أن "الأمر كان مزعجاً للغاية.. جعلنا نبكي بالفعل".
لم تكن فاميدا متأكدة كذلك من استخدام نظام الحجر الرقمي الجديد، لافتة إلى أنها لا تعرف نوع الخدمة التي ستحصل وعائلتها عليها، وما إذا كان بإمكانهم زيارة جميع الأماكن الدينية المقدسة، أو تكلفة الرحلة.
ومع ذلك، اضطرت للتقديم بشكل إلكتروني عبر موقع "مطوف" الرسمي، لكنها "قلقة" بشأن الوقت المتاح لها للتحضير لذلك.
وكلاء السفر في قلق
بدورها، وجهت رئيسة المجموعة البرلمانية للحج والعمرة في مجلس العموم البريطاني، ياسمين قريشي، رسالة إلى وزير الحج والعمرة السعودي توفيق بن فوزان الربعية، تتطلب فيها تأجيل العمل بالنظام الجديد للعام المقبل.
وسألت قريشي خلال الرسالة فيما لو كان سيتم رد الأموال التي حصل عليها مقدمو الخدمات السعوديون، مؤكدة أنها قلقة من أن المسلمين الذين أجلوا رحلة الحج في 2020 يخاطرون بخسائر مالية كبيرة إذا لم يؤدوا الفريضة هذا العام، حسب "بي بي سي".
في الوقت ذاته، يساور الخوف عدداً كبيراً من وكلاء السفر المتخصصين بتنظيم رحلات الحج في بريطانيا، بسبب احتمالية خسائر مالية.
في هذا السياق، قال محسن شاه، وهو وكيل سفريات في مانشستر ببريطانيا، إنه استقبل حجوزات 48 حاجاً إلى مكة خلال الشهر الجاري، لكن بات يتعين عليهم الآن إعادة الحجز عبر الإنترنت من خلال البوابة السعودية الإلكترونية "مطوف".
يُذكر أن 2.72 مليون مسلم يعيشون في بريطانيا، وفق أرقام صادرة عن مكتب الإحصاء الوطني، حسب "بي بي سي".
ثلاث باقات مختلفة
على صعيد آخر، كان موقع "مطوف" السعودي كشف أن حجاج الغرب يمكنهم الاختيار بين ثلاث باقات مختلفة هي: الفضية والذهبية والبلاتينية.
تغطي الباقة الفضية، التي تبدأ من سعر 5986 دولاراً أمريكياً، "جميع الأساسيات لرحلة حج مريحة ومناسبة".
وسيبدأ سعر الباقة الذهبية من 6296 دولاراً، وتُمكِّن الحجاج من "الاستمتاع بمجموعة واسعة من الخدمات عالية الجودة، من بداية الرحلة وحتى نهايتها".
وتبدأ الباقة البلاتينية من سعر 9768 دولاراً، وسيستمتع الحجاج "بمستوى عالٍ من الخدمات الفاخرة أثناء الإقامة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة".
ويتعين على المسافرين المحتملين في الفترة من 10 إلى 13 يونيو/حزيران ملء طلباتهم وتقديم المستندات اللازمة، لتبدأ عملية الاختيار العشوائي بعد ذلك بين 13 و14 يونيو/حزيران.
وبالنسبة لأولئك الذين يقع الاختيار عليهم، يجب السداد في 15 يونيو/حزيران من خلال بوابة الدفع في "مطوف".
وستُصدِر وزارة الخارجية السعودية بعد ذلك تأشيرات إلكترونية، في وقت لاحق من ذلك اليوم، لأولئك الذين أكملوا مدفوعاتهم.