تكثف السلطات الهندية حملة الاعتقالات لوقف الاضطرابات الدينية، بسبب التصريحات المسيئة للرسول الكريم، التي أطلقها بعض مسؤولي الحزب الحاكم في الهند، حيث ألقت القبض على شاب بالشطر الهندي من إقليم كشمير، بجانب هدم منازل معتقلين مسلمين احتجوا على التصريحات المسيئة؛ في محاولة للانتقام منهم على الطريقة الإسرائيلية.
إذ قال مسؤولون، اليوم الأحد 12 يونيو/حزيران 2022، إن "الشرطة في الشطر الهندي من إقليم كشمير ألقت القبض على شاب بزعم نشره مقطع فيديو يهدد بقطع رأس متحدث سابق باسم الحزب الحاكم كان قد أدلى بتصريحات مسيئة للنبي محمد".
وخرج مسلمون إلى الشوارع للاحتجاج على التعليقات المعادية للإسلام التي أدلى بها اثنان من أعضاء حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي القومي الهندوسي (بهاراتيا جاناتا)، قبل أسبوع.
وأوقف الحزب المتحدثة باسمه نوبور شارما عن العمل، وأقال مسؤولاً آخر هو نافين كومار جيندال، بسبب تصريحاتهما المسيئة للنبي محمد والتي أغضبت أيضاً العديد من الدول الإسلامية، مما شكَّل تحدياً دبلوماسياً كبيراً لحكومة مودي.
ورُفعت دعاوى ضد هذين المسؤولين السابقين في حزب بهاراتيا جاناتا.
هدم منازل معتقلين
من جانبها، أقدمت السلطات الهندية في ولاية "أوتار براديش" على هدم منازل 3 من المسلمين المعتقلين على خلفية مظاهرات الجمعة 10 يونيو/حزيران؛ احتجاجاً على التصريحات المسيئة للنبي محمد، بدعوى أنها غير قانونية.
وهدمت السلطات مبنى سكنيّاً من 4 طوابق يملكه محمد اشتياق، الذي يقال إنه مساعد مقرب من المتهم الرئيسي وراء اندلاع الاحتجاجات ظافر حياة هاشمي.
وكانت محكمة محلية قد وافقت على حبس الشرطة لظافر هاشمي احتياطيّاً لمدة 72 ساعة إلى جانب آخرين.
كما ألقت الشرطة في الولاية نفسها القبض على 230 من "المشتبه بهم في إثارة الشغب"، بعد أن عمت الاضطرابات عدداً من المدن بعد صلاة الجمعة.
ويوم السبت، تواصلت الاحتجاجات في جميع أنحاء الهند ضد التصريحات المسيئة للنبي محمد التي أدلت بها المتحدثة باسم حزب بهاراتيا جاناتا (نوبور شارما) ورئيس الوحدة الإعلامية بالحزب في نيودلهي (نافين كومار جيندال).
وقُتل شخصان برصاص الشرطة الهندية، وأصيب 12 آخرون، خلال الاحتجاجات التي شهدتها مدن هندية، الجمعة 10 يونيو/حزيران 2022، على التصريحات المسيئة للرسول الكريم.
وبحسب الإعلام الهندي، فقد فتحت الشرطة النار لوقف أعمال العنف في مدينة رانشي بولاية جهارخاند، لكن لم يتضح بعدُ ما إذا كان القتيلان سقطا بنيران الشرطة أو بسبب مثيري الشغب.
وقال المسؤول الكبير بالشرطة سوريندرا كومار جها، إن 14 على الأقل من أفراد الشرطة أصيبوا في الأحداث التي شهدتها رانشي ومناطق أخرى. وفُرض حظر التجوال وحُجبت خدمات الإنترنت؛ للحيلولة دون تصاعد الاضطرابات.
وشملت الوقفات الاحتجاجية المنددة بالهند وسياستها المسيئة للإسلام، الجمعة، أنحاء مختلفة من العالم، بينها بنغلاديش وباكستان وإندونيسيا وموريتانيا والعراق وفلسطين.
وبعدما توالت التنديدات الرسمية من قِبل حكومات إسلامية عدة، وتصاعدت الدعوات الشعبية لمقاطعة المنتجات الهندية، قالت الحكومة الهندية إن التصريحات لا تعكس وجهات نظرها، مؤكدةً اتخاذ إجراءات صارمة ضد المسيئين، كما أعلن الحزب إيقاف شارما وطرد جاندال.
ولم يسفر الإجراءان عن تهدئة الغضب الذي أثاره أحدث مثال على ما تراه الأقلية المسلمة في الهند ضغطاً متزايداً عليها، في ظل حكم حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي، بشأن قضايا تتراوح بين حرية العبادة وارتداء الحجاب.