تعددت المآسي التي خلَّفها الجفاف في الصومال، وزادت من حدتها الحرب الروسية على أوكرانيا التي عطلت إمدادات الغذاء، ومن بين تلك المآسي قصة، هيرسيو محمد، إحدى الصوماليات التي قضى الجفاف على محاصيلها ونفقت ماعزها.
وفق تقرير لصحيفة "New York Times" الأمريكية نشر السبت 11 يونيو/حزيران 2022، فقد غادرت منزلها في جنوب غرب الصومال، حاملة ثلاثة من أطفالها الثمانية، في مسيرة طويلة عبر أرض خالية، في درجات حرارة تصل إلى 44 درجة مئوية.
إذ يهدد أسوأ جفاف منذ أربعة عقود الحياة في جميع أنحاء القرن الإفريقي، حيث يواجه ما يصل إلى 20 مليون شخص في كينيا وإثيوبيا والصومال خطر المجاعة بحلول نهاية هذا العام.
مأساة امرأة صومالية وأطفالها
على طول الطريق، كان ابنها آدان (3 سنوات ونصف) يشد رداءها متوسلاً الطعام والماء. لكن لم يكن هناك شيء لسد جوعه، وقالت: "دفنَّاه، وواصلنا المشي".
وقالت السيدة الصومالية إنهم وصلوا إلى معسكر إغاثة في بلدة دولو بعد أربعة أيام، لكن ابنتها حبيبة (8 سنوات)، سرعان ما أصيبت بسعال ديكي وتوفيت.
بينما كانت جالسة في خيمتها المؤقتة، شهر مايو/أيار الماضي، وتحمل ابنتها مريم البالغة من العمر عامين ونصف في حضنها، قالت: "لقد قضى علينا هذا الجفاف".
فيما كانت وكالات تابعة للأمم المتحدة قالت، في وقت سابق الشهر الجاري، إن قرابة ربع مليون شخص يواجهون الجوع بسبب الجفاف في الصومال واقتراب أسعار الغذاء العالمية من مستويات قياسية مرتفعة.
أضافت الوكالات أن الأمطار في الدولة الواقعة بالقرن الإفريقي كانت قليلة في رابع موسم أمطار على التوالي، وأن خبراء الأرصاد الجوية حذروا من أن معدل هطول الأمطار سيكون متوسطاً في موسم الأمطار المقبل في وقت لاحق من هذا العام، بينما يشهد العالم المزيد من التقلبات المناخية.
الجفاف في الصومال دمّر كل شيء
تتكشف أكثر الأزمات تدميراً في الصومال، حيث يواجه حوالي سبعة ملايين من سكان البلاد، البالغ عددهم 16 مليون نسمة، نقصاً حاداً في الغذاء. ومنذ يناير، لقي ما لا يقل عن 448 طفلاً حتفهم بسبب سوء التغذية الحاد الوخيم الناتج عن الجفاف في الصومال، وفقاً لقاعدة بيانات تديرها ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).
فيما يواجه حوالي 213 ألف صومالي خطر الجوع، بما يزيد ثلاث مرات على المستويات التي كانت متوقعة في أبريل/نيسان، وفقاً لبيان صادر عن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية واليونيسف.
أضافت الوكالات أن حوالي 7.1 مليون صومالي، أو ما يقرب من نصف عدد السكان، يواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، مما يعني أنهم بالكاد سيكونون قادرين على الحصول على الحد الأدنى من السعرات الحرارية التي يحتاجون إليها، وربما يضطرون إلى بيع ما يمتلكونه للبقاء على قيد الحياة.
كانت الوكالات قالت إن نحو ثلاثة ملايين رأس من الماشية نفقت بسبب الجفاف في الصومال منذ منتصف عام 2021.
أضافت أنه لم يتم تمويل سوى 18% من خطة الأمم المتحدة للتعامل مع الأوضاع الإنسانية لعام 2022، وأن الصومال يتنافس على التمويل، مع مناطق ساخنة أخرى حول العالم تشهد حالات طوارئ، مع انتشار انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم.