أرسلت لجنة الأمن القومي، على رأس 5 لجان تابعة للكونغرس الأمريكي، 6 طلبات للرئيس جو بايدن قبل زيارة متوقعة للمملكة العربية السعودية، وفق ما ذكرت شبكة "سي إن إن"، الخميس 9 يونيو/حزيران 2022.
وفي بيان منشور على موقع لجنة الأمن القومي الرسمي، قالت اللجان مادامت المملكة كانت شريكاً مهماً لواشنطن، ويتم السعي إلى زيادة التعاون معها بمجالات إقليمية ومكافحة الإرهاب والطاقة والأولويات الأخرى، لكن يجب الإشارة إلى أنه منذ عام 2015، تصرفت قيادتها بشكل متكرر بطرق تتعارض مع سياسة الولايات المتحدة وقيمها.
كما أشارت اللجان إلى أن رفض المملكة العربية السعودية تحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية قد ساعد في تمويل جرائم الحرب التي يرتكبها فلاديمير بوتين في أوكرانيا، بينما يلحق الضرر الاقتصادي بالأمريكيين كل يوم.
وسلط البيان الضوء على الحرب التي طال أمدها بقيادة السعودية في اليمن، وقال إن الحرب لم تقلل من النفوذ الخبيث لإيران، ولكنها خلقت بدلاً من ذلك كارثة إنسانية غير مسبوقة، من شأنها أن تغذي عدم الاستقرار الإقليمي.
وتطرق البيان إلى قضية الصحفي جمال خاشقجي بقوله: "ومؤخراً، عمليات الإعدام الجماعية والضغط السعودي على تركيا لوقف المحاكمة بتهمة القتل الوحشي لجمال خاشقجي، وأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يسعى إلى إصلاحات حقيقية".
المطالب الـ6
وقدمت اللجنة 6 مطالب لبايدن، مؤكدة على أهمية أن يعزز الرئيس العلاقات مع السعودية؛ إذ تضمنت تأمين المزيد من الالتزامات السعودية لتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية، والتخلي بشكل نهائي عن صفقة إنتاج النفط التي وقعت في عهد ترامب مع روسيا.
وشملت المطالب مواصلة تعليق الدعم العسكري الأمريكي الهجومي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن، مع الضغط من أجل بدء محادثات سلام متعددة الأطراف، بالإضافة إلى الدعوة إلى وضع حد للاعتقال التعسفي للمدافعين عن حقوق الإنسان في المملكة، فضلاً عن انتهاكات حقوق الإنسان الأخرى.
وشددت أيضاً المطالب على إعادة التأكيد على مطالبة الولايات المتحدة بالمساءلة، بما يتماشى مع المعايير القانونية الدولية المعمول بها، عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي المقيم بصفة قانونية في الولايات المتحدة، بجانب التمسك بحزم السياسة الأمريكية طويلة الأمد والمتمثلة في المطالبة بضمانات صارمة لأي تعاون نووي مدني، بالإضافة إلى التأكيد على مخاطر زيادة التعاون الاستراتيجي السعودي مع الصين.
منظمات حقوقية توجّه رسالة لبايدن
ويوم الخميس 9 يونيو/حزيران، حذرت 13 منظمة حقوقية دولية وإقليمية في رسالة مشتركة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن زيارته المرتقبة إلى السعودية تنطوي على خطر تشجيع "مزيد من الانتهاكات، وتوسيع نطاق الإفلات من العقاب" في المملكة.
يأتي هذا بعدما أشار بايدن إلى إمكان قيامه بزيارة للسعودية، الأمر الذي يشكل تغييراً كبيراً في موقفه، بعدما وعد بمعاملة المملكة كدولة "منبوذة" على خلفية سجلها الحقوقي، قبل أن تفيد وسائل إعلام أمريكية السبت بأنه أرجأ جولته المحتملة التي تشمل إسرائيل والسعودية، حسبما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
بايدن يلجأ إلى المملكة
وبايدن، الذي يقدم نفسه على أنه نصير للديمقراطية ومعارض للأنظمة الاستبدادية، كان قد قرر إعادة تقييم علاقات بلاده مع الرياض، مع التركيز بشكل أكبر على حقوق الإنسان في دبلوماسيته.
لكن ارتفاع أسعار الغاز بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، أغضب الأمريكيين، وأدى إلى انخفاض في شعبية بايدن.
وجاء التغيير في موقفه أيضاً بعيد معالجة السعودية اثنتين من أولويات بايدن، من خلال الموافقة على زيادة إنتاج النفط والمساعدة في تمديد الهدنة في اليمن.
واعتبر مسؤولون أمريكيون أن الزيارة المتوقعة سوف تخدم مصالح الولايات المتحدة القومية، بغض النظر عن اتهام أجهزة الاستخبارات الأمريكية لولي العهد السعودي بإصدار أمر قتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي عام 2018.