تستعد منظمةٌ شبابية عالمية رائدة تنادي بالديمقراطية البرلمانية لعقد قمة شبابٍ في مصر، رغم تلقيها تحذيرات بشأن معاملة البلاد لنواب البرلمان السابقين والنشطاء السياسيين.
إذ سيعقد منتدى البرلمانيين الشباب مؤتمره العالمي الثامن للبرلمانيين الشباب في شرم الشيخ بمصر يومي 15 و16 يونيو/حزيران 2022. وستجمع القمة 200 من البرلمانيين الشباب من 60 دولة حول العالم لتنسيق العمل على تغير المناخ، ويشارك في استضافتها مجلس النواب المصري، وذلك وفق تقرير نشره موقع Middle East Eye البريطاني يوم الخميس 9 يونيو/حزيران 2022.
منتدى للديمقراطية في مصر
فيما يحمل المنتدى شعار "من أجل ديمقراطيةٍ للجميع"، وتضم قائمة أهدافه الرئيسية التحرك للدفاع عن نواب البرلمان الحاليين والسابقين ضد انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة.
لكن نائباً سابقاً في البرلمان المصري أخطر منتدى البرلمانيين الشباب بقضايا أكثر من 100 برلماني سُجِنوا داخل البلاد خلال الفترة التي سبقت الحدث، ومع ذلك لم تتخذ المنظمة أي خطوات.
حيث قال عبد الموجود الدرديري، النائب السابق عن محافظة الأقصر والذي يعيش في الولايات المتحدة حالياً، خلال حديثه إلى موقع Middle East Eye البريطاني: "من المؤسف والمأساوي للغاية أن يُقبل منتدى البرلمانيين الشباب على هذه الخطوة بالطبع".
أوضح الدرديري أن القمة تُضفي شرعيةً على البرلمان الذي يعتبره "غالبية المصريين" ملكاً للرئيس عبدالفتاح السيسي، وليس الشعب المصري.
يُذكر أن الدرديري أصبح المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة في عام 2012. واستمر في منصبه حتى العام التالي حين أطاح السيسي بأول رئيس مصري منتخب ديمقراطياً، محمد مرسي، في انقلابٍ عسكري.
انتهاكات بحق البرلمانيين المصريين السابقين
في حين تعرض النواب السابقون، والشخصيات المعارضة، والصحفيون، والنشطاء لحملةٍ قمعٍ كبرى. إذ تتحدث الجماعات الحقوقية عن اعتقال أكثر من 60.000 سجين سياسي منذ انقلاب عام 2013.
بينما دافع المتحدث باسم منتدى البرلمانيين الشباب عن قرار الشراكة مع مجلس النواب المصري لعقد قمة، الأسبوع المقبل.
إذ قال توماس فيتزسيمونز، مدير الاتصالات بمنتدى البرلمانيين الشباب، للموقع البريطاني: "يُمثّل المؤتمر جزءاً من طموحنا الكبير لإحياء الديمقراطية وضمان الاستماع لصوت الشباب"، لكن الدرديري وصف الشراكة بأنها أشبه بـ"خيانةٍ للشباب".
حيث قال الدرديري: "تبعث هذه الخطوة برسالةٍ متناقضة للشباب المصري الذي لا يتمتع بحرية الحركة، ولا يتمتع بحرية الكتابة أو التغريد، ولا يتمتع بحرية الإعجاب بمنشورٍ على فيسبوك. وتُسيء هذه الخطوة لسمعة منتدى البرلمانيين الشباب، لأنه أصبح جزءاً من عملية إخضاع الشباب".
استهداف نواب شباب
من ناحية أخرى تضم قائمة القادة الشباب الذين استهدفتهم حكومة السيسي الناشط زياد العليمي، الذي كان من أبرز الأصوات الشابة إبان ثورة عام 2011 المؤيدة للديمقراطية.
لكن العليمي الآن واحدٌ من بين عشرات النواب السابقين الذين زجت بهم الحكومة في السجون بتهمٍ تُثير الشكوك.
قال فيتزسيمونز للموقع البريطاني إن منتدى البرلمانيين الشباب يتحرك للدفاع عن النواب المضطهدين في مختلف أنحاء العالم، لكنه لم يتلقَّ أي معلومات بشأن العليمي. وأردف أن المنظمة كانت "ستأخذ الأمر في اعتبارها بالتأكيد" في حال تلقيها لشكوى رسمية.
رغم ذلك يقول الدرديري إنه أرسل إلى منتدى البرلمانيين الشباب قائمةً بأسماء أكثر من 100 نائب برلماني سابق، وبينهم العليمي.
كما أوضح: "قدمت لمنتدى البرلمانيين الشباب قائمةً بـ102 -أصبحوا الآن 107- عضو سابق في البرلمان ممن تعرضوا للاعتقال منذ عام 2013 وحتى اليوم، ولم يرتكبوا جرماً سوى انتخابهم من قِبل الشعب المصري بكل نزاهةٍ وحرية. لكن منتدى البرلمانيين الشباب لم يقل شيئاً سوى أن القضية ليست على جدول أعمالهم في الفترة الراهنة".
من جانبه أكّد فيتزسيمونز تلقي منتدى البرلمانيين الشباب لقائمة الأسماء المذكورة، لكن المنظمة لم تتمكن من فتح التحقيقات بدون الحصول على مزيد من التفاصيل عن كل فردٍ في القائمة.
فيما ضمت القائمة كذلك أسماء رئيس مجلس الشعب السابق سعد الكتاتني وسبعة نوابٍ سابقين وافتهم المنية داخل مقرات الاحتجاز، ومن بينهم عصام العريان وهشام القاضي حنفي ومحمد مرسي، الذي كان نائباً برلمانياً قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية.
عشرات النواب يعيشون في المنفى
من جهة أخرى لم يتحدث منتدى البرلمانيين الشباب حتى يومنا هذا عن أي نائب مصري سابق باستثناء مصطفى النجار، الذي يُعتقد أنه أُخفِيَ قسرياً بواسطة السلطات المصرية في عام 2018.
علاوةً على النواب المعتقلين، يعيش حالياً أكثر من 60 نائباً مصرياً سابقاً في المنفى، وبينهم الدرديري. وقد تعرض العديد منهم لتجميد أصوله، وإلغاء جواز سفره، والقبض على أقاربه وذويه.
من جانبه تساءل الدرديري: "لماذا لا يلتقي منتدى البرلمانيين الشباب بالنواب البرلمانيين في المنفى؟ وإذا كان عليهم الذهاب إلى مصر… فلماذا لا يطالبون بزيارة زملائهم المعتقلين؟".
بسؤاله عما إذا كان منتدى البرلمانيين الشباب ينوي الحديث عن النواب المعتقلين، قال فيتزسيمونز: "ليس هذا موضوع المؤتمر، إذ عُقِدَ المؤتمر في الواقع للحديث عن تغير المناخ وتقديم أصوات الشباب".