حذّرت 13 منظمة حقوقية دولية وإقليمية الخميس 9 يونيو/حزيران 2022 في رسالة مشتركة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن زيارته المرتقبة إلى السعودية تنطوي على خطر تشجيع "مزيد من الانتهاكات وتوسيع نطاق الإفلات من العقاب" في المملكة.
ويأتي هذا بعدما أشار بايدن إلى إمكان قيامه بزيارة للسعودية، الأمر الذي يشكل تغييراً كبيراً في موقفه، بعدما وعد بمعاملة المملكة كدولة "منبوذة" على خلفية سجلها الحقوقي، قبل أن تفيد وسائل إعلام أمريكية السبت بأنه أرجأ جولته المحتملة التي تشمل إسرائيل والسعودية، حسبما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش لما فقيه قالت في بيان إنّ على الرئيس الأمريكي أن يدرك أن "أي لقاء مع مسؤول أجنبي يمنحه مصداقية فورية على الصعيد العالمي، سواء كان ذلك مقصوداً أم لا".
مضيفة أن لقاءه مع ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي لبلاده الأمير "محمد بن سلمان بدون التزامات حقوقية من شأنه تبرئة القادة السعوديين الذين يعتقدون أنه لا توجد عواقب لانتهاكات حقوقية جسيمة".
طلب من المنظمات الحقوقية لبايدن
كما ذكرت المنظمات الحقوقية في رسالتها أنّ على إدارة بايدن "تجنب تشجيع القمع السعودي" من خلال ضمان أن تلتزم سلطات المملكة الخليجية "بالتزامات ملموسة بشأن حقوق الإنسان قبل استقبالها زيارة رئاسية أمريكية".
من ضمن المنظمات الموقعة على الخطاب هيومن رايتس ووتش وفريدوم هاوس والديمقراطية الآن للعالم العربي والقسط لحقوق الإنسان ومؤسسة حقوق الإنسان ومركز الخليج لحقوق الإنسان.
كما أشارت إلى أنّ هذه الالتزامات تتضمن "الإفراج الفوري عن جميع المعارضين والنشطاء السلميين المذكورين في تقرير السعودية 2021 الخاص بممارسات حقوق الإنسان ورفع حظر السفر التعسفي عن المدافعين عن حقوق الإنسان وغيرهم بما في ذلك الحظر المفروض على المواطنين الأمريكيين وإنهاء المراقبة غير القانونية واحتجاز الرهائن من قبل الدولة والإفراج عن جميع المعتقلين بموجب تلك الممارسات".
كما طالبت المنظمات بايدن بـ"دعوة المدافعين السعوديين عن حقوق الإنسان إلى البيت الأبيض قبل زيارته لبلدهم والتعرف مباشرة على الانتهاكات التي ارتكبها محمد بن سلمان والسلطات السعودية الأخرى".
بايدن يلجأ إلى المملكة
وبايدن الذي يقدم نفسه على أنه نصير للديمقراطية ومعارض للأنظمة الاستبدادية كان قد قرر إعادة تقييم علاقات بلاده مع الرياض، مع التركيز بشكل أكبر على حقوق الإنسان في دبلوماسيته.
لكن ارتفاع أسعار الغاز بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا أغضب الأمريكيين وأدى إلى انخفاض في شعبية بايدن.
وجاء التغيير في موقفه أيضاً بعيد معالجة السعودية اثنتين من أولويات بايدن، من خلال الموافقة على زيادة إنتاج النفط والمساعدة في تمديد الهدنة في اليمن.
واعتبر مسؤولون أمريكيون أن الزيارة المتوقعة سوف تخدم مصالح الولايات المتحدة القومية، بغض النظر عن اتهام أجهزة الاستخبارات الأمريكية لولي العهد السعودي بإصدار أمر قتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي عام 2018.