كشف شهود عيان فرّوا من هجمات فاغنر الروسية في جمهورية إفريقيا الوسطى، عن وجود مقاتلين سوريين وعرب شاركوا في الغارات التي شنتها شبكة المرتزقة الروسية على مناطق التعدين التي كانوا يعملون فيها.
حسبما نقله موقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 9 يونيو/حزيران 2022، عن شهود عيان فإن مرتزقة فاغنر، شنوا هجمات عدة على مناجم الذهب في منطقة "أندَها" جمهورية إفريقيا الوسطى، منذ أواخر مارس/آذار الماضي.
وأكد شاهدان عيان تحدثا للموقع أن مقاتلين سوريين كانوا من بين المهاجمين الذين شنّوا تلك الهجمات في البلد الإفريقي.
وامتنع شاهدا العيان عن الكشف عن هويتيهما لأسباب تتعلق بالسلامة والأمن، لكنهما قالا إنهما سودانيان وكانا يعملان ضمن العمال الحرفيين العاملين في مناجم الذهب بالمنطقة.
وتحدث موقع "ميدل إيست آي"، مع شاهدي العيان في قرية بُلبُل، الواقعة جنوب دارفور، والتي وصلا إليها بعد رحلة طويلة مشيا فيها مدةً تزيد على أسبوع، بلا زادٍ من طعام أو شراب، مرّا فيها عبر تشاد ثم عبرا الحدود إلى السودان.
كان شاهدا العيان السودانيان من جملة الفارّين من هناك، وقد توفي بعضهم بالفعل وهم يحاولون الوصول إلى بر الأمان.
الهجمات على "أندَها"
الهجمات في "أندَها" بدأت في 23 مارس/آذار الماضي، ثم استمرت متقطعة، وأسفرت عن مقتل أكثر من 100 عامل من عمال مناجم الذهب القادمين من السودان وتشاد والنيجر وجمهورية إفريقيا الوسطى.
واحتجزَ مرتزقة فاغنر بعض العمال الذين نجوا من الهجمات، ومنهم عمال سودانيون، عدةَ أيامٍ. وقال بعض هؤلاء العمال لموقع "ميدل إيست آي" إنهم تعرضوا للتعذيب على أيدي مقاتلين كان بعضهم يحمل ملامح سورية، ويتحدث العربية باللهجة السورية.
وقال أحد شهود العيان: "عندما اختطفني مرتزقة فاغنر رأيت بعض المقاتلين السوريين، حتى إن أحدهم أجرى التحقيق معنا، وكان يترجم ما نقوله للضباط الروس. كانوا يتحدثون العربية باللهجة الشامية التي أعرفها جيداً، لذلك أدركت أنهم مرتزقة سوريون".
وأشار الشهود إلى أن قوات فاغنر تستند إلى تحالفها مع حكومة جمهورية إفريقيا الوسطى في قتالها ضد المتمردين، لكنها هاجمت المدنيين، علاوة على أن منطقة "أنَدها" لم تكن بها اشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين طوال المدة الماضية.
وقال أحد ضحايا هجمات فاغنر إن المجموعة سيطرت على مناطق تعدين الذهب في أندَها، ويشمل ذلك مناطق نديلي وسنيكيلو وغورديل وتريغولو. ويُقال إن فاغنر تخصّ منطقة نديلي باهتمامها، وهي أبرز مناطق تعدين الماس وتقع بين أندَها والعاصمة بانغي.
ويرى شاهد عيان سوداني أن "تحركات مقاتلي فاغنر العسكرية منذ مارس/آذار كانت غايتها واضحة، فهم يريدون إحكام سيطرتهم على منطقة نديلي ذات الأهمية الكبيرة لبسط سيطرتهم على منطقة تعدين مناجم الماس".