السعودية تدخل على خط إساءة الهند للنبي محمد.. استنكرت ما حدث ورحبت بمعاقبة المسؤول

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/05 الساعة 20:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/05 الساعة 20:10 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان/ رويترز

أعلنت السعودية، مساء الأحد، 5 يونيو/حزيران 2022 استنكارها للتصريحات الهندية الرسمية المسيئة لنبي الإسلام محمد، ورفضها المساس برموز الدين الإسلامي.

جاء ذلك في بيان للخارجية السعودية، يعد ثالث موقف خليجي بعد استدعاء كل من الكويت وقطر لسفير الهند لديهما على خلفية الإساءة لنبي الإسلام.

ردود أفعال تجاه الهند

ردود الأفعال العربية دفعت حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند، للإعلان عن تعليق عمل المتحدثة باسم الحزب نوبور شارما، وطرد زميلها نافين كومار جيندال، المسؤول عن وحدة الحزب الإعلامية؛ إثر تعليقات مسيئة عن النبي محمد (ص) أثارت غضباً واسعاً.

من جانبها، قالت الخارجية السعودية، في البيان ذاته، إنها "تشجب وتستنكر التصريحات الصادرة عن المتحدثة باسم حزب بهاراتيا جاناتا الهندي، من إساءة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام".

كما أكدت "الرفض الدائم للمساس برموز الدين الإسلامي، وكذلك رفض المساس بالشخصيات والرموز الدينية كافة". ورحبت وزارة الخارجية بـ"الإجراء المتخذ من الحزب الحاكم الهندي بإيقاف المتحدثة عن العمل".

كما جددت "التأكيد على موقف المملكة الداعي لاحترام المعتقدات والأديان".

قطر والكويت تتحركان ضد الهند

كانت كل من قطر والكويت قد استدعتا سفيري الهند لديهما، الأحد 5 يونيو/حزيران 2022، وسلمتاهما مذكرة احتجاج رسمية، على خلفية تصريحات مسيئة للنبي محمد والمسلمين، أدلى بها مسؤول في الحزب الحاكم بالهند.

جاء ذلك على خلفية تغريدة مسيئة للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، نشرها المسؤول الإعلامي بحزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم في دلهي نافين كومار جيندال.

تحريض على الكراهية الدينية

ورحبت الخارجية القطرية، في بيان، بإيقاف المسؤول بالحزب، "بسبب تصريحاته التي أثارت غضب المسلمين حول العالم".

قالت الوزارة: "هذه التصريحات المهينة التي تحرض على الكراهية الدينية، هي إساءة لمسلمي العالم أجمع، وتدل على الجهل الواضح بالدور المحوري الذي لعبه الإسلام في تنمية الحضارات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الهند".

توقعت الدوحة في مذكرة الاحتجاج "اعتذاراً علنياً، وإدانة فورية لهذه التصريحات من قبل حكومة الهند".

البيان أشار إلى أن "السماح لمثل هذه التصريحات المعادية للإسلام بالاستمرار دون عقاب يشكل خطراً جسيماً على حماية حقوق الإنسان، وقد يؤدي إلى مزيد من التحيز والتهميش والذي سيؤدي إلى حلقة من العنف والكراهية".

في السياق، طالب المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري، الحكومة الهندية بـ"المسارعة في إدانة هذه التصريحات فوراً والاعتذار عنها علناً لكافة المسلمين في العالم".

أكد الأنصاري لوكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا)، "خطورة تمكين خطاب الكراهية والعداء للإسلام في دولة ساهم الإسلام والمسلمون بشكل جلي في تطورها الحضاري ويمثلون اليوم نسبة كبيرة من مواطنيها".

اعتذار علناً 

في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية الكويتية في بيان لها، إنها سلمت المسؤول الهندي "مذكرة احتجاج تعرب عن رفض الكويت القاطع وشجبها للتصريحات المسيئة للرسول الكريم والمسلمين، الصادرة عن مسؤول الحزب الحاكم".

في حين رحبت بـ"إيقاف المسؤول المذكور عن ممارسة مهامه وأنشطته في الحزب بسبب هذه التصريحات المسيئة"، مطالبةً بـ"باعتذار علني لتلك التصريحات المعادية".

كما أردفت أن الاستمرار في تلك التصريحات دون إجراء رادع أو عقاب سيؤدي "إلى زيادة أوجه التطرف والكراهية وتقويض عناصر الاعتدال".

أفادت بأن "إصدار مثل هذه التصريحات ينم عن جهل واضح لرسالة السلام التي يحملها ديننا الإسلامي وسماحته والدور الكبير الذي قام به الإسلام في بناء الحضارات في جميع دول العالم بما فيها الهند".

تعليق عضوية "كومار جيندال"

في وقت سابق الأحد، أعلن الحزب الحاكم في الهند تعليق عمل كومار جيندال، على خلفية تصريحاته المسيئة للنبي والإسلام، والتي أثارت احتجاجات واسعة في البلاد وعبر مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية. 

إذ قالت صحيفة The Hindu الهندية، الناطقة بالإنجليزية، إن حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم اتخذ قراراً، الأحد 5 يونيو/حزيران، بتعليق عضوية المتحدثة باسم الحزب، كما طردت وحدة دلهي المسؤول الإعلامي نافين كومار من العضوية الرئيسية للحزب.

كما نشر الحزب كذلك بياناً وقع عليه الأمين العام لحزب بهاراتيا جاناتا، أرون سينغ، نأى فيه بنفسه بعيداً عن هذه التصريحات المسيئة للإسلام، من دون الإتيان على ذكر نوبور أو كومار.

جاء في البيان: "على مدى آلاف السنوات من تاريخ الهند ازدهرت كل الأديان. يحترم حزب بهاراتيا جاناتا جميع الأديان، ويدين الحزب بشدة إهانة أي شخصية دينية خاصة بأي ديانة، ويدين كذلك بشدة أي أيديولوجية تهين أي طائفة أو ديانة، أو تحط من قدرها، ولا يشجع الحزب الأشخاص أصحاب مثل هذه الفلسفة".

أما في الخطاب المتعلق بتعليق عضوية نوبور شارما، فقال الحزب فيه إنها "عبرت عن آراء مناقضة لموقف الحزب من قضايا متنوعة، وهو ما ينتهك بوضوح القاعدة رقم 10 (أ)، من دستور حزب  بهاراتيا جاناتا".

بحسب مصادر داخل الحزب، كان الجدل حول تلك التصريحات يتزايد يوماً بعد يوم، ما أثار موجة عنف في مدينة كانبور، الجمعة 3 يونيو/حزيران، بجانب احتجاجات متزايدة في دول عربية، ودعوات لمقاطعة المنتجات الهندية. 

تحميل المزيد