أعلن الجيش المصري، الجمعة 3 يونيو/حزيران 2022، مقتل ضابطي صف وإصابة جندي بقوات حفظ السلام المصرية في مالي، "إثر انفجار عبوة ناسفة خلال تنفيذ إحدى المهام".
حيث قال المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، في بيان عبر صفحته على فيسبوك: "تنعى القوات المسلحة شهداء الواجب بقوات حفظ السلام المصرية بدولة مالي، إثر انفجار عبوة ناسفة أثناء تنفيذ إحدى المهام".
مقتل ضابطين مصريين في مالي
بيان المتحدث باسم الجيش المصري قال كذلك: "أسفر الحادث عن استشهاد ضابطَي صف وإصابة جندي من قوات حفظ السلام المصرية"، وتابع: "يجرى حالياً اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع الأمم المتحدة".
ذكر أن القوات المسلحة المصرية "تؤكد أن دورها في حفظ الأمن والسلم الدوليين ينبع من إيمانها التام بأهمية السلام والعيش المشترك والقضاء على الإرهاب تحت مظلة الأمم المتحدة".
في سياق ذي صلة قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، للصحفيين، في المقرّ الدائم بنيويورك، عن مقتل الجنديين المصريين وفق ما نقلته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن "عبوة ناسفة بدائية الصنع انفجرت في مركبتهما خارج مدينة دونزا في منطقة موبتي، كما أصيب جنديان آخران بجراح في الهجوم".
أضاف: "الأمين العام يدين هذا الهجوم الجديد على حفظة السلام التابعين لنا الذين يؤدون ولايتهم في مالي التي مُنحت لهم من قبل مجلس الأمن في ظروف صعبة للغاية"، بحسب موقع الأمم المتحدة.
كما تابع أن هذه الحادثة هي السادسة من نوعها التي تتعرض فيها قافلة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة للهجوم منذ 22 مايو/أيار، وتعد الهجوم الثاني المميت على قافلة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة خلال هذا الأسبوع فقط.
تأمين المنطقة
في حين قال كذلك: "تمكّن زملاؤنا من تأمين المنطقة، ونحاول الحصول على مزيد من التفاصيل". ورداً على سؤال عما إذا كان الاستهداف متعمداً، قال دوغاريك: "على طول تلك الطرق في تلك المنطقة كثيراً ما توجد عبوات ناسفة بدائية الصنع. النية هي تعطيل حياة أبناء مالي وحركتهم، وزعزعة الأمن. يستخدم هذه الطرق مدنيون، وشاحنات وحافلات مدنية، ولكن أيضاً قوات الأمن سواء من الجيش المالي أو حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة".
أضاف أن "الهدف بوضوح هو القتل وإحداث الاضطرابات، وفيما إذا كان الهجوم يستهدف بشكل خاص، تلك القافلة على وجه التحديد أم لا، أمر لا يمكنني أن أحدده في هذا الوقت".
كما شدد على أن حفظة السلام في هذا الميدان كانوا ضحايا الأجهزة المتفجرة محلية الصنع، مراراً وتكراراً.
انسحاب مزيد من الدول
في السياق ذاته ورداً على سؤال يتعلق بمخاطر انسحاب مزيد من الدول من تلك البعثات، قال ستيفان دوغاريك: "لم أسمع عن أي جهة انسحبت خلال الساعات الـ48 الماضية. أعتقد أن كلمة تقدير ليست قوية بما فيه الكفاية للتعبير عما نشعر به إزاء تلك الدول الأعضاء التي تواصل تزويد البعثات بعدد كبير من حفظة السلام حول العالم، في أماكن فيها قليل من السلام للحفاظ عليه، وقليل من الإرادة السياسية من الأطراف للسعي إلى السلام".
أضاف أن "مالي كانت من أكثر البعثات المتضررة: مصريون وأردنيون وتشاديون، وغيرهم، ممن خسروا حياتهم من أجل شعب مالي ومن أجل قضية السلام، ونحن ممتنون للأبد لدعمهم المتواصل".
يذكر أن مالي الواقعة في غرب قارة إفريقيا، تعيش أوضاعاً أمنية غير مستقرة، وسط نشاط لحركات انفصالية ومتطرفة في شمال البلاد منذ سنوات.
حيث إنه وفي فبراير/شباط 2022، انسحبت قوات فرنسية من مالي مع تفاقم التوتر بين فرنسا والمجلس العسكري الذي يقود البلاد منذ انقلاب مايو/أيار 2021، بينما تتحدث تقارير غريبة عن استعانة مالي بخدمات مجموعة "فاغنر" الروسية.