قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه من المُهم ألا تتعرض روسيا للإهانة، حتى يتسنى إيجاد حل دبلوماسي عندما يتوقف القتال في أوكرانيا، مضيفاً أنه يعتقد بأن باريس ستلعب دور الوساطة لإنهاء الصراع بين الدولتين اللتين تخوضان حرباً منذ فبراير 2022.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ماكرون لعدد من الصحف الإقليمية، السبت 4 يونيو/حزيران 2022، وقال فيها إنه "يجب ألا نهين روسيا، حتى نتمكن في اليوم الذي يتوقف فيه القتال من إيجاد مخرج عبر الوسائل الدبلوماسية (…) أنا مقتنع بأن دور فرنسا هو أن تكون قوة وسيطة".
أشار ماكرون في نفس الوقت إلى أنه أخبر الرئيس الروسي بأنه "يرتكب خطأً تاريخياً وجذرياً لشعبه، ولنفسه وللتاريخ"، بحسب تعبيره.
كان ماكرون قد سعى للحفاظ على الحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وانتقد بعض الشركاء في شرق أوروبا ومنطقة البلطيق موقفه مراراً وتكراراً؛ حيث يرون أنه يقوّض الجهود الرامية للضغط على بوتين للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
كذلك يتحدث ماكرون مع بوتين بانتظام منذ بدء الهجوم على أوكرانيا، في إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وبدء مفاوضات يعتد بها بين كييف وموسكو.
تأتي تصريحات ماكرون على الرغم من أن فرنسا تدعم أوكرانيا عسكرياً ومالياً، لكن ماكرون لم يذهب حتى الآن إلى كييف لتقديم دعم سياسي رمزي لأوكرانيا، مثل ما فعل قادة الاتحاد الأوروبي الآخرون، وهو أمر تود أوكرانيا أن يفعله، وقال ماكرون إنه لا يستبعد الذهاب.
أيضاً تُرسل باريس أسلحة هجومية تشمل مدافع هاوتزر من طراز قيصر من مخزونات الجيش الفرنسي، وقال ماكرون إنه طلب من مصنعي الأسلحة تسريع الإنتاج.
كانت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، قد قالت الثلاثاء 31 مايو/أيار 2022، إن تصدّعات بدأت بالظهور في جبهة الدول الغربية التي تواجه روسيا، مع تزايد الانقسام بين حلفاء أمريكا الأوروبيين في ما يتعلق بمواصلة شحن مزيد من الأسلحة القوية لأوكرانيا.
هذا الخلاف تقوده كتلتان، الأولى تقودها فرنسا وألمانيا، وتتزايد ممانعة هذه الكتلة حول إمداد أوكرانيا بنوعية الأسلحة الهجومية طويلة المدى، التي يمكن أن تحتاجها لاستعادة الأراضي التي خسرتها أمام الجيش الروسي في جنوب وشرق البلاد.
على الجانب الآخر، ترى واشنطن ولندن ومجموعة تتشكل في الأساس من دول شمال ووسط أوروبا، التي كان بعضها جزءاً من الاتحاد السوفييتي سابقاً، أن الهجوم الروسي يشكل نذيراً بمزيد من التوسع من جانب موسكو؛ مما يجعل من أوكرانيا الجبهة الأمامية في حرب أوسع تضع روسيا في مواجهة الغرب.
أشارت الصحيفة الأمريكية أيضاً إلى أن البيانات العامة التي أدلى بها قادة فرنسا وألمانيا والتعليقات الواردة على ألسنة المسؤولين الحكوميين لهذه البلاد، تشير إلى الشكوك التي تنتابهم من قدرة كييف على طرد الروس، وطالبوا بالتفاوض لوقف الأعمال العدائية، مما أثار شكاوى من أوكرانيا بأنها تتعرض لضغوطات كي تقدم تنازلات عن أراضيها.
من جانبهم، يرفض المسؤولون الفرنسيون والألمان الاتهامات بأنهم لا يقدمون إلا القليل أو أنهم يضغطون على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتقديم تنازلات.
يُذكر أن الهجوم الذي شنّته روسيا على أوكرانيا، تبعه رفض دولي وعقوبات على موسكو التي تشترط تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعدّه الأخيرة تدخلاً في سيادتها.