طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة 3 يونيو/حزيران 2022، الموانئ الخاضعة لسيطرة بلاده في أوكرانيا كطريق بديل لتنفيذ عمليات نقل الحبوب الأوكرانية.
حيث قال بوتين في تصريح لقناة "روسيا 24": "سنضمن سلامة الاقتراب من تلك الموانئ، وسنعمل على ضمان دخول السفن الأجنبية وتحركاتها بجميع الاتجاهات في بحري آزوف والأسود".
بوتين يهاجم أمريكا
حمّل بوتين الولايات المتحدة مسؤولية الأزمة في مجال الغذاء، مضيفاً: "من فبراير/شباط 2020 حتى نهاية 2021، نما المعروض النقدي في الولايات المتحدة بواقع 5.9 تريليون دولار، هذا عمل غير مسبوق للمطبعة، إذ نما إجمالي المعروض النقدي بنسبة 38.6%".
كما أشار إلى إقرار بعض المسؤولين الأمريكيين بهذا الخطأ الذي تسبب بزيادة أسعار الغذاء، مضيفاً: "أما الخطأ الثاني فيتمثل بالخطوات التي اتخذتها أوروبا في قطاع الطاقة".
فيما أوضح أن زيادة أسعار الغاز الطبيعي أدت إلى زيادة أسعار السماد، مضيفاً: "حذّرنا من تبعات تلك الخطوة، ولا علاقة للعملية العسكرية التي تجريها روسيا في إقليم دونباس بذلك".
كذلك فقد ذكر أن حصة روسيا وبيلاروسيا من السماد نحو 45% من السوق العالمية، مضيفاً: "هذا الحجم هائل، فبمجرد أن أصبح واضحاً أن سمادنا لن يكون موجوداً في السوق العالمية، ارتفعت أسعار السماد والأغذية على الفور، لأنه بدون سماد لن يكون هناك حجم كافٍ للإنتاج الزراعي".
البحث عن كبش فداء
بوتين كذلك شدد على أن بلاده لا علاقة لها بكل تلك التبعات، وأن "شركاءنا ارتكبوا العديد من الأخطاء، والآن يبحثون عمن يحملونه المسؤولية، ولا شك أن روسيا أفضل مرشح لديهم لذلك".
كذلك فقد قال بوتين إن هناك طرقاً بديلة مختلفة لتنفيذ عمليات نقل الحبوب من أوكرانيا، مضيفاً أن بيلاروسيا أسهل وأرخص تلك الطرق، ولفت إلى إمكانية نقل الحبوب الأوكرانية إلى موانئ دول البلطيق عبر بيلاروسيا، لكن لتحقيق ذلك يجب رفع العقوبات المفروضة على بيلاروسيا.
بوتين أضاف أن هناك طرقاً بديلة لذلك وهي الموانئ الأوكرانية بعد تطهير الألغام البحرية، أو موانئ بولندا ورومانيا والموانئ الخاضعة لسيطرة روسيا (في أوكرانيا). وأكد بوتين أن الولايات المتحدة رفعت عقوباتها على روسيا في مجال السماد بعدما أدركت خطأها.
كما أضاف مستدركاً: "لكن أوروبا لم تفعل ذلك، وعندما يتحدثون معي، يقولون يجب فعل شيء ما حيال ذلك، لكنهم زادوا الوضع سوءاً"، وانتقد بوتين العقوبات المفروضة على روسيا لا سيما في مجالي الغذاء والسماد، مضيفاً: "هذه سياسة ضيقة الأفق ومعيبة بل غبية تؤدي إلى طريق مسدود".
أزمة في الحبوب عالمياً
كما انتقد تضخيم حصة أوكرانيا في سوق الحبوب العالمية، مضيفاً: "يتم إنتاج 800 مليون طن من الحبوب والقمح سنوياً حول العالم، يقال إن أوكرانيا يمكنها حالياً تصدير 20 مليون طن، أي إن حصتها تبلغ 2.5% مقارنة مع إجمالي الإنتاج العالمي".
في سياق ذي صلة قال متحدث بالأمم المتحدة، الجمعة، إن مارتن غريفيث منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة بالأمم المتحدة، أجرى محادثات "صريحة وبناءة" مع المسؤولين الروس تركزت حول تسهيل صادرات الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود.
كما أضاف المتحدث ستيفان دوغاريك أن غريفيث اجتمع مع مسؤولين معنيين بالشؤون الخارجية والدفاع أثناء زيارته لموسكو يومي الخميس والجمعة.
يذكر أنه ومنذ غزو روسيا أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، توقفت شحنات الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر السوداء، كما أن هناك أكثر من 20 مليون طن من الحبوب عالقة في صوامع.
زرع الألغام
من جانبه قال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، لـ"رويترز"، الجمعة: "قلنا بوضوحٍ ما يمكننا أن نفعله وما لا يمكننا فعله"، وأضاف: "لم نزرع ألغاماً في المنطقة الساحلية إنما زرعها الأوكرانيون. إذا نزعوا الألغام من المنطقة فنحن على استعداد لتوفير الممر الآمن للسفن التي تحمل الحبوب".
كذلك وعندما سئل عما إذا كان يمكن التوصل إلى ترتيب أمني للسماح بإزالة الألغام، قال نيبينزيا إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يعتزم مناقشة القضية عندما يزور تركيا الأسبوع المقبل.
في حين جاءت زيارة غريفيث لروسيا بعد أيام من إجراء ريبيكا جرينسبان، المسؤولة الكبيرة بالأمم المتحدة، محادثات "بناءة" في موسكو حول الإسراع بصادرات الحبوب والأسمدة الروسية. وتقول روسيا إن تلك الصادرات تضررت بسبب العقوبات الغربية.
من جانبه يحاول الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، التوسط للتوصل إلى اتفاق لاستئناف صادرات الأغذية الأوكرانية وصادرات الأغذية والأسمدة الروسية. وقال يوم الأربعاء، إن أي اتفاق لاستئناف شحنات السلع مثل الحبوب ما زال بعيداً إلى حد ما.