قالت لجنة في مجلس النواب الأمريكي، الخميس 2 يونيو/حزيران 2022، إنها تحقق في استثمار الحكومة السعودية ملياري دولار في شركة تابعة لصهر الرئيس السابق دونالد ترامب، جاريد كوشنر، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
إذ قالت النائبة الديمقراطية كارولين مالوني، رئيسة لجنة مجلس النواب للإشراف والإصلاح: "تحقق اللجنة أيضاً فيما إذا كانت المصالح المالية الشخصية للسيد كوشنر قد أثرت بشكل غير لائق، على السياسة الخارجية للولايات المتحدة بالشرق الأوسط في ظل إدارة ترامب".
يأتي ذلك بعد أن تواترت تقارير بشأن علاقات "مشبوهة" بين صهر الرئيس الأمريكي السابق وبعض حكام دول الشرق الأوسط، خاصةً الإمارات والسعودية.
علاقات جاريد كوشنر مع الخليج
إذ إنه خلال عمله مستشاراً للبيت الأبيض في إدارة ترامب، كان لدى جاريد كوشنر اهتمام خاص بدول الخليج، ولم يتوقف هذا الاهتمام حتى بعد خروجه من البيت الأبيض، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية.
عندما كان مستشارَ ترامب المفضل، أقام جاريد كوشنر علاقة صداقة شخصية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وساعد في إبرام اتفاقات السلام بين إسرائيل والإمارات، ودعم حكام الإمارات في خلافهم مع قطر، قبل أن يلعب دوراً في المصالحة الخليجية.
كما أنه منذ هزيمة والد زوجته، دونالد ترامب، في الانتخابات، حافظ كوشنر على تواصله مع المنطقة من خلال منظمة غير ربحية أسسها لدعم اتفاق السلام الذي توسط فيه.
في خطوة أثارت دهشة واستهجان دبلوماسيين، ومستثمرين، وهيئات رقابة أخلاقية، كان جاريد كوشنر يسعى لجمع أموال من الدول الخليجية لصالح شركة استثمارية جديدة أنشأها، حسب وصف الصحيفة الأمريكية، التي تقول إنه حتى الآن، كان النجاح الذي كُللت به مساعيه متواضعاً.
بينما رفضت صناديق السيادة الرئيسية بالإمارات الاستثمار في شركته؛ حيث اعتبر حكام الإمارات كوشنر حليفاً لهم، لكنهم أبدوا تشككهم في ملف أعماله التجارية، وفقاً لما نقلته الصحيفة الأمريكية عن شخص مطلع على المناقشات.
السعودية كانت أكثر اهتماماً
على أن السعوديين كانوا أكثر اهتماماً، إذ كان صندوق الاستثمارات العامة السعودي يتفاوض على استثمار مع كوشنر على ما قد يكون استثماراً ضخماً في شركته الجديدة، وفقاً لما قاله اثنان من هؤلاء الأشخاص.
على أنَّ تحوله إلى صناديق السيادة في الشرق الأوسط أثار تساؤلات عن مدى أخلاقية جمع أموال من مسؤولين تعامل معهم باسم الحكومة الأمريكية حتى يناير/كانون الثاني الماضي، خاصة بالنظر إلى احتمالية ترشح ترامب لانتخابات الرئاسة عام 2024.
إذ تقتصر خبرة جاريد كوشنر التجارية، إلى حد كبير، على الوقت الذي أمضاه في إدارة شركة العقارات الخاصة بعائلته.
فأشهر صفقاته كانت شراء مبنى 666 فيفث أفينيو في مانهاتن مقابل 1.8 مليار دولار عام 2007، وقد شكلت معضلة مالية بعد الركود الاقتصادي الذي شهده العالم بعدها بفترة قصيرة.
كان أيضاً مالكاً وناشراً لصحيفة The New York Observer لمدة عشر سنوات، حتى أصبح والد زوجته رئيساً.