تل أبيب تعمق علاقاتها بنيودلهي عبر تجارة الألماس.. بورصة ألماس الإسرائيلية تستضيف 30 شركة هندية

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/03 الساعة 19:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/03 الساعة 19:57 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت/رويترز

تستضيف بورصة ألماس الإسرائيلية في مدينة تل أبيب نحو 30 شركة هندية، مما يجعل الهند الدولة الأجنبية صاحبة أكبر عددٍ من الشركات في البورصة.

حيث يعيش غالبية أفراد عائلات الألماس الهندية، وعددهم 80 شخصاً تقريباً، بالقرب من بورصة ألماس. بينما يقطن كثير منهم داخل البناية نفسها التي تقع فيها البورصة، وذلك وفق ما قاله موقع Al-Monitor الأمريكي في تقرير له الجمعة 3 يونيو/حزيران 2022.

عائلات الألماس الهندية في إسرائيل

إذ يجلس برافين كوكاديا بفخرٍ داخل مكتبه الصغير ببورصة ألماس الإسرائيلية بمدينة تل أبيب، حيث يستعرض مجموعات الأحجار النفيسة التي يمتلكها.

وقد زار كوكاديا الأراضي المحتلة للمرة الأولى عام 1996. لكنه سرعان ما عاد لزيارتها بشكلٍ منتظم كمشترٍ لشركة عائلته المؤسسة في مدينة سورات بولاية غوجارات، حيث يجري تقطيع وتلميع 90% من ألماس العالم. وأصبح كوكاديا (56 عاماً)، اليوم متخصصاً في تجارة الأحجار النفيسة الكبيرة.

فيما انتقل مع زوجته وطفليه إلى الأراضي المحتلة عام 2003 ليُطور شركته هناك، لأنه اعتبر إسرائيل "لاعباً رئيسياً في صناعة الألماس" ومن أكثر الدول ابتكاراً في هذا المجال.

وضعية خاصة لتجار الألماس الهنود

فيما أوضح جوشوا بيكس، محامي الهجرة الإسرائيلي، أن تجار الألماس الهنود يتمتعون بـ"وضعيةٍ خاصة" داخل الأراضي المحتلة من أجل دعم التجارة مع الهند.

أوضح: "يمكن لتجار الألماس الهنود العمل والعيش داخل إسرائيل لأجلٍ غير مسمى، ويستطيعون استقدام عائلاتهم كذلك. ويجب عليهم تجديد تأشيراتهم كل ثلاث سنوات، عكس تجار الألماس من الدول الأخرى الذين يقومون بتجديدها كل عامين".

علاوةً على أن المجمع الضخم الذي يضم مقر بورصة ألماس يستضيف كذلك مقراً لبنك الدولة الهندي، وهو المصرف الأجنبي الوحيد الموجود هناك إلى جانب مصرفين إسرائيليين.

فيما قال بوعز مولدوسكي، رئيس بورصة ألماس: "تمثل تجارة الألماس مع الهند نحو 50% من إجمالي حجم التجارة بين البلدين، أي ما يقدر بنحو 1.5 مليار دولار/سنوياً".

من جانبها تستورد إسرائيل أحجارها الكريمة الخام من جميع أنحاء العالم، بينما تتخصص العديد من الشركات الهندية في صقل وتلميع الأحجار الكريمة، وأوضح مولدوسكي: "نصدّر الأحجار الخام، ونستورد الأحجار المصقولة بشكلٍ أساسي".

ربما اعترفت الهند بإسرائيل في عام 1950، لكنها اعتادت أن تُعرب عن دعمها لإنشاء دولةٍ فلسطينية، ولم تقم علاقات دبلوماسية مع الدولة اليهودية حتى عام 1992.

كذلك فقد قال مولدوسكي: "كان الألماس من أوائل السلع التي جرى تداولها بين البلدين في مطلع السبعينيات".

علاقات ثنائية قوية 

لكن العلاقات الثنائية أصبحت تتجاوز حدود الألماس اليوم، إذ زار وزير دفاع الاحتلال بيني غانتس، الهند يوم الخميس 2 يونيو/حزيران 2022، ضمن احتفالات الذكرى الـ30 لإقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين. وحث وزير الدفاع على تعميق العلاقات الدفاعية أكثر.

حيث التقى وزير الدفاع مع نظيره الهندي راجناث سينغ خلال الزيارة، وقال: "سيساعدنا التعاون معاً على تعزيز قدراتنا، وحماية المصالح الأمنية والاقتصادية للبلدين".

كما ناقش الثنائي موضوع "التعاون الدفاعي الذي يهدف لدمج التقدم التقني والخبرة العملياتية الإسرائيلية مع القدرات التطويرية والإنتاجية الهائلة للهند"، بحسب بيانٍ إسرائيلي.

يُذكر أن القوميين الهندوس وافقوا على تمرير عدة عقود ضخمة مع إسرائيل منذ وصول حزب بهاراتيا جاناتا الهندي إلى السلطة بقيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، في عام 2014.

معدات عسكرية 

كما تبيع الدولة اليهودية معدات عسكرية للهند بقيمة مليار دولار سنوياً تقريباً، وتضاعفت اتفاقيات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات مثل أنظمة المياه، والزراعة، والصحة، والطاقة الشمسية.

في حين تعززت أيضاً العلاقات بمجال الابتكار والتقنية وفقاً لهيئة الابتكار الإسرائيلية، خاصة مع إنشاء صندوق ابتكار بقيمة 40 مليون دولار لتشجيع الشراكات بين البلدين.

كذلك من المتوقع توقيع اتفاقية تجارة حرة بين البلدين في وقتٍ لاحق من عام 2022.

تحميل المزيد