إلغاء مجانية العلاج للفقراء ولا دعم للأرامل في المغرب.. تفاصيل مشروع الحماية الاجتماعية الذي تستعد الحكومة لإقراره

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/02 الساعة 10:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/22 الساعة 06:49 بتوقيت غرينتش
مستشفى في المغرب / Getty images

كشفت وثيقة حصل عليها "عربي بوست"، أن الحكومة المغربية تعمل على إلغاء مجانية عدد من الخدمات الاجتماعية بنهاية 2022، التي كان يستفيد منها عشرات الآلاف من الأسر المغربية.

وسيتم تعويض هذه الخدمات الاجتماعية، حسب الوثيقة الصادرة عن وزارة الاقتصاد والمالية، بورش الحماية الاجتماعية، التي أعلن عنها الملك محمد السادس.

وحسب الوثيقة، فإن البرامج التي سيتم إلغاؤها هي نظام المساعدة الطبية "راميد"، وبرنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، وبرامج دعم دراسة الأطفال، برنامج "تيسير"، و"برنامج دعم الأرامل".

وسيتم تعويض "راميد" بـ"تأمين إجباري عن المرض"، و"تسيير" و"دعم الأرامل" سيتم تعويضهما ببرنامج واحد يتعلق بالتعويضات العائلية.

وجاء في وثيقة وزارة الاقتصاد والمالية أن "تمويل هذه المشاريع الاجتماعية سيكون تشاركياً، فحوالي 50% سيتم تمويلها من الاشتراكات، والـ50% المتبقية عن طريق ميزانية الدولة".

عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية /مواقع التواصل الاجتماعي
عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية /مواقع التواصل الاجتماعي

تفاصيل الورش الاجتماعية الجديدة

الوثيقة الحكومية تقول إنها وضعت هدفاً لها هو "تعميم التغطية الصحية الاجبارية بحلول نهاية سنة 2022، حيث سيستفيد 22 مليون شخص إضافي من التأمين الإجباري للمرض، الذي يغطي تكاليف العلاج والأدوية والاستشفاء".

ورش الحماية الاجتماعية الجديدة تم اعتمادها سنة 2021 من قِبل الملك محمد السادس، وتعمل على توسيع نطاق الحماية الطبية، وتعميم التقاعد والتعويضات العائلية، وأيضاً تعميم الاستفادة من التعويض عن فقدان العمل.

أما نظام "راميد" فقد شرع المغرب في اعتماده في سنة 2011، بهدف تمكين المواطنين ذوي الحاجة وغير القادرين على تحمل مصاريف العلاج من الحصول على تغطية صحية أساسية، والاستفادة من مجانية خدمات المستشفيات العامة.

وقالت الوثيقة إن "الإجراءات الجديدة ستنطلق نهاية 2022، التزاماً بالجدولة الزمنية التي حددها خطاب العرش، وذلك من خلال تمكين الفئات المهمشة والفقيرة، الخاضعة حالياً لنظام راميد، من الحصول على تأمين على المرض، يمكنهم من الولوج إلى القطاعين العام والخاص، وبنفس سلة علاجات العاملين بالقطاع الخاص".

وبالعودة إلى نظام التأمين الإجباري لعاملي القطاع الخاص في المغرب، فهو قائم على ثنائية الاشتراك والمساهمة، ويُدفع الاشتراك بشكل شهري للاستفادة من التأمين الإجباري على المرض.

وتنقسم المساهمات إلى جزئين، الأول يُسمى الاشتراك في نظام التأمين الإجباري على المرض، بنسبة 1.85% من الأجر يؤديه المُشَغّل، والثاني يسمى التأمين على المرض بنسبة 4.52%، يؤدَّى بشكل مشترك بين العامل والمشغل، بنسبة 2.26% لكل طرف منهما، لتصل النسبة إلى 6.37% من الأجر.

هذه النسبة بالنظر للحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص بالمغرب، الذي لا يتجاوز 3 آلاف درهم، أي ما يعادل حوالي (300 دولار)، فيكون مبلغ الاقتطاعات حوالي 200 درهم شهرياً، أي نحو (20 دولاراً).

لكن مصادر "عربي بوست" سجلت أن برنامج "راميد" استفاد منه حوالي 8 ملايين مغربي، ووزير الميزانية قال إن كل اثنين من ثلاثة في المغرب يعانيان الهشاشة، وهي فئات في غالبها لا تعمل ولا تملك دخلاً ثابتاً، ولا وجود لها في خطط الحكومة.

من جهتها، كشفت مصادر حكومية أن وزارة الاقتصاد والمالية تعكف على إعداد مرسوم جديد، يوضح موقع المستفيدين السابقين من نظام المساعدة الطبية "راميد".

المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، ذهبت إلى أن الحكومة تعمل على التطبيق التدريجي لقانون الحماية الاجتماعية، وأنها تعمل على إخراج تشريعات جديدة لصالح تعميم الحماية الاجتماعية على المغاربة، في إطار تنفيذ رؤيتها للدولة الاجتماعية. 

مستشفى في المغرب / Getty images
مستشفى في المغرب / Getty images

ورش الحماية الاجتماعية؟

خلال الندوة الأسبوعية لمجلس الحكومة، التي عُقدت الخميس 26 مايو/أيار الماضي، خرج الوزير المنتدب لدى وزارة الاقتصاد والمالية، المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، ليهاجم ما اعتبره "مزايدات سياسية" حول تطبيق قانون الحماية الاجتماعية.

وفي معرض رده ذهب لقجع إلى أن مشتركي "راميد" ستتكفل الدولة بهم، وستجد الآلية لدفع اشتراكاتهم التي تصل إلى 9 مليارات درهم، حتى يتمكنوا من الاستفادة كباقي المغاربة.

وقال ما يلزم هذا المشروع هو انخراط الجميع فيه، من أحزاب سياسية في المعارضة والأغلبية، وفرقاء، وشركاء اجتماعيين، والمجتمع المدني، حتى تنتقل بلادنا إلى مصافّ الدول الصاعدة، فأزمة "كوفيد" أثبتت أن ثلثي المغاربة، رغم وجود 100 برنامج اجتماعي، يعيشون في حاجة.

الرد على لقجع جاء من رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، عبد الله بووانو، الذي نشر السبت 28 مايو/أيار الجاري، تدوينة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

بووانو استغرب أسلوب تفاعل الوزير المنتدب، ولجوءه غير المبرر إلى العنف اللفظي، وهو يعلم جيداً أننا في العدالة والتنمية لطالما أعلنّا دعمنا ومساندتنا لهذه الثورة الاجتماعية، سواء قبل الخطاب الملكي حول هذه الورش المجتمعية الكبيرة، أو بعدها، أو قبل اعتماد القانون الإطار للحماية الاجتماعية، أو بعده، لكن دعمنا ومساندتنا لا يعنيان عدم التنبيه على الاختلالات المحتملة، وطرح الأسئلة المشروعة حول مقاربة تنزيل هذه الورش.

وأضاف أن قرار إلغاء البرامج الثلاثة دفعة واحدة، دون تضمين ذلك في قرار رسمي يحدد دواعي وأسباب الإلغاء، والبدائل المقترحة لتحصين المكتسبات المحققة من تطبيقها، يؤكد ارتباك الحكومة في تطبيق ورش الحماية الاجتماعية، خاصة أن الإلغاء تم في غياب أي مقاربة تشاركية، كما دعا إلى ذلك الملك في خطاب العرش الأخير.

“لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟

بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر والتي تأكدنا من مصداقيتها، لكننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى. 

نحن ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، لكن لدينا قواعد وإجراءات لمعالجة هذه المخاوف، منها أنه يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر، ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. نحن نتفهم حذر القراء، لكن يجب تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية، وسلامتها.”

تحميل المزيد