تواجه ملكة جمال فرنسا السابقة اتهامات تتعلق بشقّة بقيمة مليون يورو منحها إياها حاكم إفريقي يُشتبَه في أنه جمع ثروة من خلال الفساد، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 1 يونيو/حزيران 2022.
سونيا رولاند، التي تبلغ من العمر 41 عاماً، متهمة بالاستفادة من المكاسب غير المشروعة لرئيس الغابون الراحل عمر بونغو، الذي يُزعَم أنه سرق مئات الملايين من اليوروهات ضمن صفقات بيع المواد الخام لبلاده، لا سيما النفط.
ملكة جمال فرنسا "ساذجة"
اعترفت رولاند، التي فازت بلقب ملكة جمال فرنسا عام 2000، بعد ست سنوات من هروب عائلتها من الإبادة الجماعية في رواندا، بأنها كانت "ساذجة" لقبولها الشقة في باريس من بونغو لكنها نفت ارتكاب أية مخالفات.
بينما ذكرت وسائل إعلام فرنسية أنَّ النيابة بدأت إجراءات مصادرة الممتلكات.
صحيفة "التايمز" قالت إن منظمة الشفافية الدولية رفعت دعوى قضائية في عام 2008 ضد بونغو واثنين من الحكام الأفارقة الآخرين؛ هما تيودورو أوبيانج، الذي كان رئيس غينيا الاستوائية منذ عام 1979، ودينيس ساسو نغيسو، رئيس الدولة في جمهورية الكونغو منذ عام 1997.
حيث زعمت جمعية مكافحة الفساد أنَّ القادة الأفارقة استخدموا عائدات الفساد لشراء عقارات وسيارات فارهة وأصول أخرى في فرنسا.
بينما شغل بونغو منصب رئيس الغابون لما يقرب من 42 عاماً قبل وفاته عن عمر يناهز 73 عاماً في عام 2009. وخلفه ابنه علي، الذي يبلغ الآن 63 عاماً.
تقول الشرطة إنَّ بونغو اشترى ما لا يقل عن 39 عقاراً بقيمة 85 مليون يورو في فرنسا، وضمن ذلك قصر بقيمة 20 مليون يورو في باريس، وشقق ومنازل أخرى منحها لعائلته وأصدقائه، مثل رولاند.
كيف تعرفت على الرئيس الراحل؟
تعرفت رولاند على زعيم الدولة الصغيرة الواقعة في غرب إفريقيا، بعد فوزها بلقب ملكة جمال فرنسا. وطلبت زوجة الرئيس الراحل، إديث بونغو، من رولاند تنظيم مسابقة ملكة جمال الغابون.
فيما اتصل بها محامٍ باريسي في عام 2003 وأخبرها بأنَّ عائلة بونغو قد أعطتها 75% من أسهم شركة تمتلك صكوكاً لشقة تُبنَى في الحي السادس عشر الأنيق للغاية بالعاصمة الفرنسية. وكانت نسبة الـ25% المتبقية مملوكة لأحد مساعدي بونغو.
حيث بلغت تكلفة الشقة، التي اكتمل بناؤها في عام 2006، 640 ألف يورو (نحو 684 ألف دولار أمريكي) في ذلك الوقت، وتبلغ قيمتها الآن أكثر من مليون يورو (مليون و70 ألف دولار أمريكي تقريباً). ولا تزال في حوزة رولاند.
فيما وضع المدعون العامون، هذا الأسبوع، ملكة الجمال السابقة قيد التحقيق الرسمي بتهمة تلقي أموال عامة مختلسة.
يقولون إنه كان ينبغي لها أن تعلم أنَّ الشقة مُموَّلة من خلال الفساد، خاصةً أن شركة النفط الفرنسية Elf Aquitaine كانت في قلب محاكمة تتعلق بادعاءات بالاختلاس في غرب إفريقيا، خاصةً الغابون.
ملكة الجمال السابقة تواجه حكماً بالسجن لمدة عشر سنوات كحد أقصى، لكن من المرجح أن يصدر بحقها غرامة وحكم بالسجن مع وقف التنفيذ إذا ثبتت إدانتها.