كشف أربعة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، ومسؤولان إسرائيليان أن وزارة الدفاع الأمريكي (البنتاغون) تفكِّر في تخفيض رتبة المسؤول الأمريكي عن التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية من رتبة لواء بثلاث نجوم إلى رتبة عقيد، حسب ما نشره موقع Axios الأمريكي.
تسمح الرتبة العالية للمنسِّق الأمني بالوصول المباشر إلى الرتب العسكرية والسياسية رفيعة المستوى في الولايات المتحدة وإسرائيل والسلطة الفلسطينية. ويضم فريق المنسق الأمني أيضاً خبراء عسكريين من ثماني دول مختلفة في الناتو.
من جانب آخر، قال المسؤولون الأمريكيون إن وزارة الخارجية عملت على مقاومة خطة البنتاغون، خاصة فيما يتعلق بمنصب المنسق الأمني مع الفلسطينيين، وبشأن مناصب أخرى في الشرق الأوسط.
تخوفات أمريكية وإسرائيلية
في المقابل تتخوف وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع الإسرائيلية من أن يضر هذا القرار بالتعاون الأمني بين الولايات المتحدة والفلسطينيين، أو تقوِّض التنسيق الأمني بين المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين، في وقت احتدمت فيه التوترات في الضفة الغربية المحتلة.
وكشف مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون أن وزير الخارجية الأمريكي، توني بلينكن، أرسل إلى وزير الدفاع لويد أوستن، رسالةً أكد فيها تحفظ وزارته على خطة البنتاغون.
وقال مصدر مطلع على المسألة لموقع Axios إن السفير الأمريكي في إسرائيل، توم نيدز، حثَّ وزارةَ الدفاع الأمريكية على التخلي عن الخطة، وطلبَ من مسؤولين بارزين آخرين، منهم مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، بالتدخل والإدلاء برأيهم في الأمر.
وفي السياق ذاته، قال المنسق الأمريكي الحالي، اللفتانت جنرال مايكل فنزل، خلال جلسة مغلقة أُقيمت بمركز أبحاث في واشنطن قبل عدة أسابيع، إنه متخوف من أن خفض رتبة المنسق الأمني قد يضر بقدرته على أداء مهمته، ويقوِّض التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وفقاً لشخص حضر الجلسة.
وقال مسؤول إسرائيلي بارز إن الحكومة الإسرائيلية قلقة أيضاً من تداعيات الخطة الأمريكية، كما اعترض الفلسطينيون عليها، بحسب مصدر آخر، ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية ولا وزارة الدفاع على طلبات التعليق.
دوافع قرار البنتاغون
ويقول مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون إن الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، كان قد وضع خطة في الأشهر الأخيرة لتقليل عدد الجنرالات والأدميرالات، تنفيذاً لقانون "ميزانية تفويض الدفاع الوطني الأمريكي لعام 2017" الذي أقرَّ في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقررت إدارة ترامب أن حصة كبيرة من هذا الخفض في عدد الجنرالات والأدميرالات الأمريكيين أولى بها أن تأتي من أفراد الخدمة العاملين في القواعد الخارجية والمناصب المختلفة في جميع أنحاء العالم.
فيما أشار مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون إلى أن الخطة التي وضعها الجنرال مارك ميلي تتضمن تخفيض رتبة المنسق الأمني الأمريكي مع الفلسطينيين من رتبة لواء يحمل ثلاث نجوم إلى رتبة عقيد، بالإضافة إلى ذلك تشمل الخطة تخفيض رتبة الملحقين العسكريين الأمريكيين في السعودية والإمارات.
يُذكر أن الولايات المتحدة أنشأت منصب المنسق الأمني الأمريكي (USSC) مع السلطة الفلسطينية في عام 2005، سعياً إلى إعادة بناء أجهزة الأمن الفلسطينية وتعزيزها بعد الانتفاضة الثانية. وجرت العادة أن يكون المنسق جنرالاً أمريكياً من فئة الثلاث نجوم ويقدم تقاريره إلى وزير الخارجية الأمريكي ورئيس هيئة الأركان المشتركة.