أبلغ مسؤولون أوكرانيون يوم الثلاثاء 31 مايو/أيار 2022 عن "قطع جميع الاتصالات" في منطقة خيرسون الجنوبية التي تحتلها روسيا.
حيث قالت الخدمة الحكومية الأوكرانية للاتصالات الخاصة وحماية المعلومات في بيان إنه حدث تدخل غير محدد من قبل "نظام الاحتلال"، إذ أُوقف تشغيل المعدات وفصل الكابلات.
قطع الاتصالات في خيرسون
الخدمة الحكومية الأوكرانية للاتصالات الخاصة وحماية المعلومات أضافت: "سكان المنطقة متروكون حالياً بدون اتصالات الهاتف المحمول الأوكرانية والوصول إلى الإنترنت، فضلاً عن عدم وجود أي وسيلة لإجراء مكالمات هاتفية محلية ودولية باستخدام أجهزة الهاتف الأرضية".
فيما لم يتسنّ بعد المزيد من التفاصيل الأخرى
في سياق ذي صلة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن قوات بلاده حققت تقدماً بالقرب من مدينة خيرسون الجنوبية وتتقدم في أجزاء من منطقة خاركيف شرقي كييف.
أضاف في كلمة ألقاها في ساعة متأخرة من الليل: "المدافعون عنا يظهرون أقصى درجات الشجاعة ولا يزالون مسيطرين على الوضع في الجبهة على الرغم من حقيقة أن للجيش الروسي ميزة كبيرة من حيث العتاد والأعداد".
الجيش الأوكراني يقاوم روسيا
في حين لا تزال القوات الأوكرانية صامدة في سيفيرودونيتسك بشرق أوكرانيا، الثلاثاء، وتقاوم الهجوم الروسي الشامل للسيطرة على أرض قاحلة مدمرة جعلتها موسكو الهدف الرئيسي لغزوها في الأيام الماضية.
قال الجانبان إن القوات الروسية تسيطر الآن على ما بين ثلث ونصف المدينة. واعترف وكلاء روسيا الانفصاليون بأن الاستيلاء عليها يستغرق وقتاً أطول مما كان متوقعاً، على الرغم من شن واحدة من أكبر الهجمات البرية في الحرب.
كذلك ورداً على العقوبات الغربية بعد غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، توسعت روسيا في إجراءات وقف إمدادات الغاز لأوروبا الثلاثاء، إذ قالت شركة جازبروم إنها ستقطعها عن عدد من الدول "غير الصديقة" التي رفضت أن تدفع مقابل الغاز بالروبل الروسي.
خفض واردات النفط الروسي
فيما اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي الليلة الماضية على خفض واردات النفط الروسي بنسبة 90% بحلول نهاية العام، وهي أقسى عقوبة من جانب الكتلة حتى الآن. ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بذلك الثلاثاء، لكنه انتقد ما وصفه بالتأخير "غير المقبول" في اتفاق دول الاتحاد على أحدث إجراءاته.
قال زيلينسكي في كييف، وإلى جواره سوزانا جابوتوفا رئيسة سلوفاكيا: "عندما يمضي أكثر من 50 يوماً بين حزمتي العقوبات الخامسة والسادسة فإن هذا وضع غير مقبول من جانبنا".
من ناحية أخرى، يقول محللون عسكريون غربيون إن موسكو قلصت القوة البشرية والعسكرية في باقي جبهات القتال من أجل التركيز على سيفيرودونيتسك، على أمل أن يؤدي هجوم واسع النطاق على المدينة الصناعية الصغيرة إلى تحقيق ما يمكن لروسيا تسميته انتصاراً في أحد أهدافها المعلنة في الشرق.
فيما نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن ليونيد باشنيك زعيم جمهورية لوجانسك الشعبية الموالية لموسكو: "يمكننا القول إن ثلث منطقة سيفيرودونيتسك تحت سيطرتنا بالفعل".
أضاف أن القتال يحتدم في المدينة، لكن القوات الروسية لا تتقدم بالسرعة المأمولة، قائلاً إن القوات الموالية لموسكو تريد "الحفاظ على البنية التحتية للمدينة" وتتحرك ببطء بسبب توخي الحذر حول المصانع الكيماوية.
قصف صهريج يحتوي حامض النيتريك
فيما قال سيرهي جايداي، حاكم منطقة لوجانسك الثلاثاء، إن ضربة جوية روسية أصابت صهريجاً يحوي حامض النيتريك. وحث جايداي السكان، في منشور على تطبيق تليغرام على عدم مغادرة الملاجئ بسبب المخاطر التي تشكلها الأبخرة السامة.
من جانبها، قالت القيادة العسكرية الأوكرانية في إفادة إعلامية مسائية عبر فيسبوك إن القوات الروسية "تحاول السيطرة الكاملة على سيفيرودونيتسك" ومحاصرة الوحدات الأوكرانية التي تقاتل هناك.
فيما قال رئيس إدارة المدينة الأوكراني أولكسندر ستريوك: "للأسف.. انقسمت المدينة إلى نصفين. لكن في نفس الوقت لا تزال المدينة تدافع عن نفسها. ما زالت أوكرانية"، ونصح من لا يزالون محاصرين بالداخل بالبقاء في الأقبية.
تدمير البنية التحتية
لكن أوكرانيا تقول إن روسيا دمّرت جميع البنية التحتية الحيوية للمدينة بقصف لا هوادة فيه، أعقبته موجات متتالية من الهجمات البرية التي أسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا.
حيث لا يزال الآلاف من السكان محاصرين. وتتقدم القوات الروسية نحو وسط المدينة، ولكن ببطء ولم تنجح في تطويق المدافعين الأوكرانيين الصامدين هناك.
فيما استبعد جايداي في تصريحات للتلفزيون الأوكراني احتمال محاصرة القوات الأوكرانية، رغم أنها قد تضطر في النهاية إلى التقهقر عبر نهر سيفيرسكي دونيتس إلى مدينة ليسيتشانسك على الضفة المقابلة. وقال ستريوك، رئيس إدارة المدينة، إن إجلاء المدنيين لم يعد ممكناً.
من جانبه يان إيجلاند، الأمين العام لوكالة الإغاثة التابعة لمجلس اللاجئين النرويجي والتي كانت تعمل منذ فترة طويلة انطلاقاً من سيفيرودونيتسك، إنه "أصيب بالهلع" من الدمار الذي لحق بها.
أضاف: "نخشى أن يظل ما يصل إلى 12 ألفاً من المدنيين محاصرين في مرمى تبادل إطلاق النار في المدينة، دون أن يكون لديهم ما يكفي من الماء أو الغذاء أو الدواء أو الكهرباء. القصف شبه المستمر يجبر المدنيين على البحث عن ملاجئ وأقبية، مع فرص قليلة فقط أمام من يحاول الهروب".