ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، الثلاثاء 31 مايو/أيار 2022، أن بعض أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول يدرسون استبعاد روسيا من اتفاق أوبك لإنتاج النفط، وسط استمرار العقوبات الغربية على موسكو، نقلاً عن مندوبين في "أوبك".
يرى مراقبون أن استبعاد روسيا من التحالف الكبير لدول الطاقة، قد يمهد الطريق أمام السعودية والإمارات وأعضاء آخرين في أوبك لإنتاج المزيد من الخام، لتلبية المستويات المستهدفة للإنتاج.
كانت أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا، بينما تحث دول من بينها الولايات المتحدة على زيادة الإنتاج بهدف خفض الأسعار.
حظر النفط الروسي
يأتي ذلك بعدما اتفقت دول الاتحاد الأوروبي الـ27 خلال قمة في بروكسل، ليل الإثنين الثلاثاء، على حظر تدريجي للنفط الروسي.
سيشمل الحظر في البداية واردات النفط الذي تصدّره روسيا عبر السفن، أي ثلثي المشتريات الأوروبية من الذهب الأسود الروسي.
بينما مُنح إعفاء مؤقّت للنفط المنقول عبر خطوط الأنابيب، وذلك لرفع فيتو المجر.
رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال قال في تغريدة: إنّ هذا الخفض "سيحرم آلة الحرب (الروسية) من مصدر تمويل ضخم".
لكن رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، قال لموقع شبيغل الإخباري الألماني، الثلاثاء، إن أوروبا قد تواجه نقصاً في الوقود هذا الصيف بسبب الشح في أسواق النفط.
بيرول حذر من أن أزمة الطاقة الحالية "أكبر بكثير" من صدمات النفط في السبعينيات، وإنها ستدوم أيضاً لفترة أطول.
وأضاف: "عندما يبدأ موسم العطلات الرئيسي في أوروبا والولايات المتحدة، سيرتفع الطلب على الوقود. وعندها يمكن أن نشهد نقصاً؛ على سبيل المثال في الديزل أو البنزين أو الكيروسين، خاصة في أوروبا".
وقال بيرول للموقع: "في ذاك الوقت كان الأمر يتعلق فقط بالنفط.. الآن لدينا أزمة نفط وغاز وأزمة كهرباء في آن واحد".
تحركات روسية
عقب ساعات قليلة من إعلان أوروبا حظر النفط الروسي، تحرك وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الثلاثاء، نحو الخليج للقاء وزراء خارجية دول الاتحاد الستة.
وقال مسؤولان خليجيان لرويترز، إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف سيزور المملكة العربية السعودية غداً الأربعاء؛ حيث يلتقي بوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي.
المسؤولان، اللذان طلبا عدم نشر اسميهما، قالا إنه من المتوقع أن يلتقي لافروف بوزراء خارجية السعودية والإمارات وعُمان والكويت والبحرين وقطر في مقر مجلس التعاون الخليجي بالرياض.
لم يتضح ما الذي سيركز عليه الاجتماع، لكنَّ المسؤولَين قالا إن الوزراء الخليجيين الستة سيعقدون أيضاً اجتماعاً عبر الإنترنت مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في وقت لاحق غداً الأربعاء، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
كما ستأتي زيارة لافروف قبل يوم واحد من اجتماع أوبك+ في فيينا؛ حيث من المتوقع أن تلتزم المجموعة باتفاق إنتاج النفط الذي تم التوصل إليه العام الماضي، وترفع أهداف الإنتاج في يوليو/تموز بمقدار 432 ألف برميل يومياً.
يُذكر أن السعودية وغيرها من أعضاء "أوبك" تعرضت لضغوط شديدة من الغرب؛ لزيادة إنتاج النفط، وتهدئة الأسعار، في خضم الغزو الروسي لأوكرانيا.
والأسبوع الماضي، زار اثنان من كبار المسؤولين الأمريكيين، وهما بريت ماكجورك، كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط، ومبعوث وزارة الخارجية لشؤون الطاقة إموس هوكستين، السعوديةَ.