قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، السبت، 28 مايو/أيار 2022 إن أمام حركته خيارات عديدة لـ"مواجهة مسيرة الأعلام ومحاولات تدنيس المسجد الأقصى" المقررة الأحد.
أوضح في بيان وصل الأناضول نسخة منه: "لدينا ثلاثية متأهبة للتعامل مع تطورات الموقف، الأمة والشعب، والمقاومة". وأضاف: "جاهزون لكل السيناريوهات، ونعتبر أن رأس الحربة هم أهلنا في القدس الذين لم يترددوا يوماً في الدفاع عن الأقصى والضفة، والفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 امتداد شعبي وميداني مفتوح على كل المستويات، وستظل غزة الدرع والسيف".
حان زوال الاحتلال
هنية تابع: "نتعامل مع احتلال طال زمانه وحان زواله والفعل المقاوم انطلق مبكراً وما زال لتحقيق الحرية والعودة وإعلان القدس عاصمة لكل فلسطين".
كما لفت إلى أن "الاحتلال يريد أن يجعل من مسيرة الأعلام محطة لتخطي منجزات معركة سيف القدس وتجاوز البيئة التي أعقبت هذه المعركة، ولكننا نقول بوضوح إن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، والمسجد الأقصى حق لنا وملك أيدينا".
يذكر أن "سيف القدس" اسم أطلقته فصائل المقاومة الفلسطينية على عدوان عسكري شنته إسرائيل ضد غزة استمر 11 يوماً، بين 10 و21 مايو/أيار 2021، وأسفر عن استشهاد وجرح آلاف الفلسطينيين.
في حين اندلعت شرارة الحرب، جراء الأحداث التي كانت جارية في حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى، منذ أبريل/نيسان 2021.
مسيرة للأعلام في القدس
في سياق ذي صلة وفي يوم الجمعة، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، في تصريح وصل الأناضول، الإبقاء على مسيرة الأعلام الإسرائيلية بالقدس الشرقية يوم الأحد، بمسارها المحدد.
تتزامن المسيرة مع الذكرى السنوية لاحتلال إسرائيل للقدس الشرقية، وفق التقويم العبري. وستمر المسيرة من باب العامود، أحد أبواب البلدة القديمة، وتمر في أزقة البلدة ويتخللها التلويح بأعلام إسرائيلية وترديد شعارات بينها "الموت للعرب".
فيما تسببت المسيرة على مدى الكثير من السنوات باندلاع مواجهات مع الفلسطينيين وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت أنها قررت نشر الآلاف من عناصرها في القدس الشرقية، لتأمين المسيرة.
فيما أشار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى أنه "سيتم عقد جلسات لتقييم الوضع وإجراء مشاورات في هذا الشأن بشكل مستمر، على جميع المستويات، خلال نهاية الأسبوع".
مظاهرات رافضة للمسيرة
من ناحية أخرى، شارك عشرات الفلسطينيين في قطاع غزة، السبت، في تظاهرة رفضاً لمسيرة الأعلام الإسرائيلية المقررة الأحد، بمدينة القدس المحتلة ورُفع في المسيرة التي دعت إليها حركة "حماس"، وجابت شوارع ومخيمات بالمناطق الوسطى في قطاع غزة، الأعلام الفلسطينية، ولافتات كتب على بعضها "المسجد الأقصى وصية نبوية"، و"دماؤنا وأرواحنا فداء الأقصى".
حيث ردد المشاركون هتافات داعمة للأقصى ومدينة القدس المحتلة، والمقاومة الفلسطينية. وحذر المؤرخ الفلسطيني غسان وشاح، رئيس قسم التاريخ والآثار في الجامعة الإسلامية بغزة، من المساس بالمسجد الأقصى خلال مسيرة الأعلام الإسرائيلية.
قال في كلمة له خلال المسيرة: "إن أي اعتداء على المسجد الأقصى يفتح حرباً إقليمية عواقبها وخيمة على الاحتلال الصهيوني ومصالح الأمريكان في المنطقة". وأضاف: "الاحتلال يسعى لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً".
الدعوة للنفير العام
فيما دعا الفلسطينيين "إلى النفير العام (الأحد) وشد الرحال إلى المسجد الأقصى لإفشال مخططات الاحتلال التهويدية". كما دعا وشاح الأمم المتحدة والمنظمات الدولية "لمنع الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى".
كانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت أنها قررت نشر الآلاف من عناصرها في القدس الشرقية لتأمين المسيرة. وأشار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أنه "سيتم عقد جلسات لتقييم الوضع وإجراء مشاورات في هذا الشأن بشكل مستمر، على جميع المستويات، خلال نهاية الأسبوع".
مسيرة استفزازية
في السياق ذاته نظم عشرات المستوطنين الإسرائيليين، السبت، مسيرة استفزازية في منطقة "باب العامود" وسط مدينة القدس المحتلة. وأفاد شهود عيان للأناضول، بأن المسيرة بدأت من منطقة "باب العامود"، وجابت شوارع البلدة القديمة من المدينة، بحماية قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية.
أشاروا إلى أنّ الشرطة استنفرت بشكل كبير في مكان التظاهرة والمنطقة المحيطة بها، بهدف حماية المستوطنين المشاركين بالمسيرة.
فيما اعتقلت الشرطة 4 فلسطينيين على الأقل قرب باب العامود، واعتدت على اثنين منهم، أحدهما فتاة؛ ما أدى لإصابتها برضوض، وفق الشهود، أثناء حماية المسيرة.