قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية في تقرير نشرته يوم السبت 28 مايو/أيار 2022 إن مهاجم المدرسة الابتدائية في تكساس، والذي قتل ما لا يقل عن 18 طفلاً، سلفادور راموس، عرض بندقية اشتراها، خلال بث مباشر على الإنترنت، وهدد بإطلاق النار على المدارس، وقال لفتيات إنه سيغتصبهن.
التقرير الذي نشرته الشبكة الإخبارية الأمريكية، نقل عن مراهقين ممن تابعوا ذلك البث، أنهم لم يأخذوه على محمل الجد حتى رأوا الأخبار التي تفيد بأن راموس قتل 19 طفلاً وشخصين بالغين في مدرسة ابتدائية في تكساس.
مسلح مدرسة تكساس هدّد باستهداف فتيات
في حين أكد ثلاثة مراهقين، ممن تابعوا البث الذي أذاعه سلفادور راموس، أنهم شاهدوه يهدد بارتكاب أعمال عنف جنسي أو إطلاق نار في المدرسة على تطبيق "Yubo"، الذي يستخدمه عشرات الملايين حول العالم.
في حين استعرضت "سي إن إن" إحدى رسائل راموس على تطبيق "Yubo" قال فيها إنه أرسل إيصالاً بقيمة ألفي دولار، لشراء مسدس عبر الإنترنت من شركة تصنيع أسلحة نارية مقرها جورجيا.
في سياق ذي صلة، نقلت شبكة سي إن إن الأمريكية عن المراهقة أماندا روبينز، 19 عاماً، التي قالت للشبكة الأمريكية إن راموس هددها شفهياً بكسر بابها واغتصابها وقتلها بعد أن رفضت "عروضه الجنسية".
من جانبها، قالت هانا، وهي مستخدمة للتطبيق وتبلغ من العمر 18 عاماً كذلك في شهادتها لشبكة "سي إن إن" الأمريكية إنها أبلغت "Yubo" عن راموس في أوائل شهر إبريل/نيسان بعد أن هددها بإطلاق النار على مدرستها واغتصابها وقتلها هي ووالدتها خلال جلسة بث مباشر.
طفلة تنجح في الفرار من القتل
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه الطفلة ميا سيريلو إنها نجحت في النجاة بنفسها من المجزرة المروعة التي شهدتها مدرسة ابتدائية في ولاية تكساس، بعدما هاجمها شاب وقتل فيها 19 طفلاً ومعلمين اثنين، وذلك عبر تلطيخ نفسها بالدماء لإيهام المُهاجم بأنها قُتلت.
الطفلة ميا، التي تبلغ من العمر 11 عاماً، فقدت القدرة على التحدث إلى رجال الأمن بعد المجزرة، وقالت في تصريح لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إنها لطّخت نفسها بدماء زميل لها في المدرسة لقي مصرعه، في محاولة للاحتماء من مطلق النار.
أشارت الطفلة إلى أنها استخدمت هاتف معلمتها القتيلة لطلب النجدة، بينما كان القاتل يُردي الأطفال في مدرستها في منطقة يوفالدي الريفية بولاية تكساس.
تُعد هذه الشهادة الأولى لتلميذة ناجية من داخل مدرسة روب الابتدائية، التي نفذ فيها سلفادور راموس جريمته الجماعية، في واحدة من أسوأ عمليات إطلاق النار في الولايات المتحدة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
شهادة جديدة حول الحادث
روت ميا، التي تعاني من تساقط الشعر بعد المجزرة، أن راموس تبادل النظرات مع إحدى المعلمات وهو يشق طريقه إلى غرفة صفها.
بعد ذلك قال: "ليلة سعيدة"، وأجهز على المعلمة ببندقيته شبه الآلية، ثم صوّب البندقية باتجاه المعلمة الثانية والعديد من زملاء صف ميا، وبدأ بإطلاق النار عليهم وقتلهم.
ثم انتقل راموس لاحقاً إلى صفّ دراسي آخر مطلقاً النار على الأطفال المذعورين، بحسب الطفلة ميا، التي أضافت أنها بحثت مع زميل عن هاتف معلمتها الضحية، واتصلت بالشرطة قائلة: "أرجوكم تعالوا".
لكن خوفها من عودة القاتل دفعها لتلطيخ نفسها بدماء زميل مقتول بهدف التمويه، بينما هي مستلقية على الأرض لمُدة، أحست -على حد وصفها- أنها ساعات، قبل أن تصل النجدة.
من جانبها، أطلقت إبيغايل فيلوز، والدة ميا، صفحة على موقع "غو فاند مي" لجمع التبرعات لابنتها، التي عانت من إصابات في رأسها وكتفيها، من أجل دفع تكلفة علاجها الجسدي والنفسي بعد المجزرة.
كتبت فيلوز على الصفحة أن غرفة صف ابنتها كانت "من الغرف الرئيسية التي استُهدفت من قِبل مُطلق النار"، مضيفة أن ميا "سوف تحتاج إلى الكثير من المساعدة جراء الصدمة التي تعاني منها".
جمعت الصفحة أكثر من 270 ألف دولار حتى بعد ظهر الجمعة، 27 مايو/أيار 2022، رغم أن الهدف المحدد للمبلغ المُراد جمعه كان 10 آلاف.
أصداء كثيرة لحادث القتل في تكساس
يأتي هذا بينما لا تزال أصداء وتفاصيل وكواليس الهجوم على المستشفى تهيمن على حديث وسائل الإعلام الأمريكية، ويتزامن ذلك مع توجيه أصابع الاتهامات للشرطة بأنها لم تتحرك كما كان ينبغي لإيقاف القاتل.
في هذا الصدد، قالت السلطات الأمريكية، الجمعة 27 مايو/أيار 2022، إن أطفالاً مذعورين اتصلوا برقم الطوارئ 911، ست مرات على الأقل، من أحد فصول مدرسة روب التي تعرضت للهجوم، وإنهم ناشدوا الشرطة التدخل، بينما انتظر نحو 20 شرطياً في الخارج لما يقرب من ساعة قبل دخول الفصل وقتل المسلح.
الكولونيل ستيفن ماكرو، مدير إدارة السلامة العامة في تكساس، قال إن طفلين على الأقل اتصلا بخدمة الطوارئ 911 من فصول الصف الرابع الابتدائي، إثر دخول المسلح راموس (18 عاماً) ببندقية وقتله للأطفال.
أضاف ماكرو أن قائد فرقة الشرطة في المنطقة، في يوفالدي بتكساس، اعتقد أن راموس متحصن في الداخل، وأن الأطفال لم يعودوا في خطر، وهو ما منح الشرطة وقتاً للاستعداد، وتابع قائلاً: "بالطبع عندما أجلس الآن بهدوء أرى أن القرار لم يكن صائباً.. كان قراراً خاطئاً".
كذلك أظهرت تسجيلات فيديو نشرت الخميس، 26 مايو/أيار 2022، أولياء أمور في حالة من الهياج خارج المدرسة، وهم يتوسلون للشرطة بأن تقتحم المبنى خلال الهجوم، لدرجة أن الشرطة اضطرت لتقييد بعضهم.
توصي بروتوكولات التعامل الأمنية المعيارية للشرطة في حالة التعامل مع مطلق نار نشط في مدرسة بالتعامل معه دون تأخير، وهو ما اعترف به ماكرو.
حوادث قتل أخرى في أمريكا
وقع الهجوم على المدرسة في تكساس، بعد عشرة أيام من إطلاق النار على 13 شخصاً في محل بقالة في حي تقطنه أغلبية من السود، في بافالو بنيويورك، ما دفع الرئيس جو بايدن للدعوة إلى فرض قوانين أكثر صرامة لاستخدام السلاح، في خطاب وجَّهه للشعب الأمريكي.
قال بايدن وقد علا صوته: "نحن كشعب علينا أن نسأل أنفسنا متى، بحق الرب، سننهض ونقف في وجه جماعات الضغط"، المدافعة عن حق حمل السلاح، وأمر بايدن بتنكيس الأعلام إلى غروب الشمس يومياً، حتى اليوم السبت، بسبب الحادث المأساوي.
لكن احتمالات إصدار تشريع جديد يقيد حمل السلاح ما زالت ضعيفة، إذ يعارض جميع الجمهوريين تقريباً في الكونغرس فرض قيود جديدة على حمل السلاح، مستندين إلى الحق الذي يكفله الدستور الأمريكي بهذا الشأن.
يُشار إلى أن واقعة إطلاق النار في تكساس هي أدمى حادث يقع في مدرسة أمريكية، منذ أن قتل مسلح 26 شخصاً، من بينهم 20 طفلاً، في مدرسة ساندي هوك الابتدائية، في ولاية كونيتيكت، في ديسمبر/كانون الأول 2012.