أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم السبت 28 مايو/أيار 2022، "استعداد" بلاده للمساعدة في تصدير الحبوب "بلا قيود" من أوكرانيا، محذراً من "زعزعة" أكبر للوضع في حال استمرار تسليم الأسلحة الغربية لكييف.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس- مسألة تصدير الحبوب على وقع مخاوف من أزمة غذاء عالمية.
المكالمة الهاتفية استمرت 80 دقيقة وتمت بناء على طلب ماكرون وشولتس، وفقاً للمستشارية الألمانية، وأورد بيان للكرملين أن بوتين أدلى بهذه التصريحات خلال الاتصال الهاتفي.
إذ قال بوتين إن "روسيا مستعدة للمساعدة في إيجاد حلول من أجل تصدير الحبوب بلا قيود بما في ذلك الحبوب الأوكرانية الآتية من المرافئ الواقعة على البحر الأسود"، وذلك حسب البيان الصادر في ختام المكالمة، وسط مخاوف كبيرة من أزمة غذائية خطيرة بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا.
سياسة اقتصادية مغلوطة
كما أوضح بوتين أن الصعوبات المتصلة بالإمدادات الغذائية سببها هي "سياسة اقتصادية ومالية مغلوطة من جانب الدول الغربية، إضافة إلى العقوبات على روسيا"، مؤكداً أن زيادة إمدادات الأسمدة والمنتجات الزراعية الروسية يمكن أن تؤدي إلى خفض التوتر في السوق الزراعية العالمية، "الأمر الذي يستدعي بالتأكيد رفع العقوبات ذات الصلة" عن موسكو.
وتسهم روسيا وأوكرانيا بنحو ثلث إمدادات القمح العالمية، في حين أن روسيا دولة رئيسية مصدرة للأسمدة وأوكرانيا دولة رئيسية مصدرة للذرة وزيت دوار الشمس.
والجمعة، أعلنت روسيا أنها تعمل بهدف تصدير خمسين مليون طن من الحبوب في الموسم المقبل، في زيادة كبيرة عن الموسم الحالي على خلفية خطر حدوث أزمة غذائية بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا.
إذ قال وزير الزراعة الروسي ديمتري باتروشيف في منتدى للمصدرين في هذا القطاع: "في هذا الموسم (2021-2022) قمنا بتصدير 35 مليون طن من الحبوب، بما في ذلك 28.5 مليون طن من القمح وبحلول نهاية العام الزراعي (30 حزيران/يونيو) هدفنا أن نكون قد صدرنا 37 مليون طن من الحبوب".
فتح حزام الألغام
من جانبها، قالت المستشارية الألمانية إن الرئيس الروسي "تعهد بأن روسيا لن تستغل فتح حزام الألغام- الذي أقيم لحماية الموانئ الأوكرانية للسماح بتصدير الحبوب بالسفن- للقيام بأعمال هجومية"، مشيرة إلى أن الرؤساء الثلاثة اتفقوا على "الدور المركزي" الذي يجب أن تؤديه الأمم المتحدة لضمان حصول عمليات التصدير.
برلين أضافت أن شولتس وماكرون شدّدا على ضرورة "وقف إطلاق نار فوري وانسحاب القوات الروسية" من أوكرانيا.
واتهمت كييف والدول الغربية موسكو باستخدام أزمة الأغذية التي تسبب فيها الهجوم الروسي على أوكرانيا سلاحاً، مما تسبّب في تصاعد أسعار الحبوب وزيوت الطعام والوقود والأسمدة.
مساعٍ دولية كبيرة
في غضون ذلك، أبلغ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم السبت، بأن الشركاء الدوليين يعملون بشكل مكثف لإيجاد سبل لاستئناف تصدير الحبوب من أوكرانيا لتجنب أزمة غذاء عالمية.
ووفقاً لوكالة رويترز، قال جونسون في بيان، إن "المملكة المتحدة ستعمل مع الشركاء في مجموعة السبع للضغط من أجل إحراز تقدم عاجل بشأن تصدير الحبوب".
البيان أضاف: "اتفق الزعيمان على الخطوات التالية وضرورة تخفيف روسيا لحصارها والسماح بتوفير ممرات آمنة للملاحة.
وتسبب النزاع الذي أشعلته روسيا والعقوبات الانتقامية إلى تقويض توازن الغذاء العالمي؛ ما أثار مخاوف من حدوث أزمة خطيرة ستؤثر خصوصاً على البلدان الأكثر فقراً.