وثائق مسربة جديدة تكشف “وحشية” الصين بحق الإيغور.. تضمنت آلاف الصور، ودعوات دولية للتحرك

عربي بوست
تم النشر: 2022/05/25 الساعة 12:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/28 الساعة 09:24 بتوقيت غرينتش
أفراد من أقلية الإيغور المسلمة يقدمون صوراً لأقاربهم المحتجزين في الصين خلال مؤتمر صحفي في إسطنبول/GettyImages

كشفت وثائق مسربة منسوبة إلى الشرطة الصينية عن وحشية تعامل الأمن مع أقلية المسلمين الإيغور وتعذيب أفرادها في أقليم شينجيانغ، وذلك من خلال آلاف الصور لمعتقلين بمن فيهم نساء وقُصَّر ومسنون.

الوثائق نشرتها مجموعة من 14 وسيلة إعلام عالمية، بينها صحيفة "لوموند" الفرنسية و"بي بي سي" البريطاني، في وقت تبدأ فيه مفوّضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه، زيارة مرتقبة إلى المنطقة الكبرى الواقعة في شمال غرب الصين.

ويشكل الإيغور نحو معظم سكان شينجيانغ البالغ عددهم 26 مليون نسمة.

مَن أرسل الوثائق المسربة؟

صحيفة لوموند أشارت إلى أن الصور والمستندات أرسلها مصدر مجهول إلى  إلى الباحث الألماني، أدريان زينز، وهو أول مَن اتهم عام 2018 النظام الصيني باحتجاز أكثر من مليون من أفراد الإيغور في مراكز اعتقال تسميها بكين "مراكز لإعادة التثقيف السياسي".

وهو الأمر الذي نفته بكين من وجود هذا العدد من الأشخاص في المراكز، منددة بما تعتبره "كذبة القرن"، ومؤكدة أن هذه المعسكرات هي في الواقع "مراكز تدريب مهني" تهدف إلى محاربة التطرف الديني، بعد سلسلة هجمات دامية في المنطقة.

لكن الوثائق التي نُشرت، الثلاثاء 25 مايو/أيار 2022، تُظهر أن وجود "متدّربين" في هذه المراكز ليس أمراً طوعياً.

فيما نقلت شبكة "بي بي سي" عن  زينز قوله: "إن الوثائق "تنسف" الدعاية الصينية".

وتتضمن  المستندات أكثر من 2800 صورة هوية لمعتقلين، بينهم زيتونيغول أبليهيت، وهي مراهقة تبلغ 17 عاماً أوقفت لأنها استمعت إلى خطاب محظور، وبلال قاسم (16 عاماً) المُدان على ما يبدو لعلاقاته بسجناء آخرين.

صورة مسربة لمعتقلين إيغور داخل معسكر احتجاز صيني/ مواقع التواصل
صورة مسربة لمعتقلين إيغور داخل معسكر احتجاز صيني/ مواقع التواصل

أما الأكبر سناً ضمن اللائحة فهي امرأة تبدو نحيفة ومرتبكة في الصورة وتُدعى أنيهان هاميت، كانت تبلغ 73 عاماً عند توقيفها.

بينما تُظهر صورة أخرى على ما يبدو تدريباً للشرطة مع حراس يحملون هراوات ويحاولون السيطرة على شخص مقيّد بسلاسل.

ووفقاً للصحيفة، فإن الوثائق المكتوبة تثبت فكرة وجود قمع منظّم من رأس الدولة الصينية.

إذ جاء في خطاب نُسب إلى الوزير المكلّف شؤون الشرطة، تجاو كيتجي، عام 2018 أن الرئيس، شي جينبينغ، أمر بتوسيع مراكز الاعتقال.

وقال تجاو إن مليونَي شخص من سكان جنوب شينجيانغ على الأقلّ قد يكونون "متأثرين بشكل خطير بتغلغل الفكر المتطرف.

وفي عام 2017، أمر حاكم المنطقة تشين قوانغوو في خطاب ألقاه، الحراسَ بأن يطلقوا النار على الأشخاص الذين يحاولون الهروب و"بمراقبة المؤمنين عن كثب".

ألمانيا تدعو إلى تحقيق شفاف

من جانبها، دعت ألمانيا، الثلاثاء 24 مايو/أيار، إلى تحقيق شفاف في الاتهامات "الصادمة" بانتهاكات استهدفت أقلية الإيغور في شينجيانغ، بعدما نشرت مجموعة إعلامية وثائق مسرّبة يعتقد أنها فصّلت الانتهاكات.

وفي اتصال مع نظيرها الصيني وانغ يي، أشارت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى "التقارير الصادمة والأدلة الجديدة عن انتهاكات خطيرة جداً لحقوق الإنسان في شينجيانغ، ودعت إلى تحقيق شفاف"، وفق ما جاء في بيان لمتحدث باسم الخارجية الألمانية.

الخارجية الألمانية أضافت أن "حقوق الإنسان التي تلتزم ألمانيا بحمايتها في العالم أجمع، هي مكون أساسي في النظام الدولي".

 وتتهم تقارير وأبحاث غربية الصين باحتجاز حوالي مليون من الإيغور وأفراد أقليات مسلمة أخرى في معسكرات إعادة تأهيل، أو حتى فرض "العمل القسري" عليهم وإخضاعهم "لتعقيم قسري"، أما واشنطن فتذهب إلى حد اتهام بكين بارتكاب "إبادة".

تحميل المزيد