“سي إن إن”: تم قتل أبو عاقلة عمداً.. تحقيق أمريكي ثانٍ يدين إسرائيل في حادث الصحفية الفلسطينية

عربي بوست
تم النشر: 2022/05/24 الساعة 21:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/24 الساعة 21:02 بتوقيت غرينتش
الصحفية الراحلة شيرين أبو عاقلة/مواقع التواصل

قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية في تقرير نشرته يوم الثلاثاء 24 مايو/أيار إنها بعد تحقيق أجرته توصلت إلى أدلة جديدة على أن القوات الإسرائيلية تعمّدت قتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة. 

هذا ثاني تحقيق تقوم به منصة إخبارية، فقد سبق أن قالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية إنها أجرت تحقيقاً، نشرت نتائجه الثلاثاء، 24 مايو/أيار 2022، أثبتت خلاله أن الرصاصة التي قتلت الصحفية شيرين أبو عاقلة جاءت من بندقية جندي إسرائيلي، وهو ما يدعم تأكيدات السلطة الفلسطينية وزملاء صحفية قناة الجزيرة.

الاحتلال تعمَّد قتل شيرين أبو عاقلة 

رصد التحقيق الذي قامت به شبكة "سي إن إن" الأمريكية رد فعل المصور وواحد من طاقم الجزيرة والذين كانوا مع شيرين أبو عاقلة، وقال إن المصور الذي صور مشهد قتل الصحفية، اندفع للخلف ليختبئ خلف جدار خرساني منخفض. ثم صرخ رجل بالعربية: "مجروحة! شيرين، شيرين، يا رجل، شيرين! سيارة إسعاف!".

كذلك قال التحقيق إن الفيديو المهتز، الذي صوره مصور الجزيرة مجدي بنورة، يصور المشهد عندما قُتلت أبو عاقلة برصاصة في الرأس حوالي الساعة 6:30 صباحاً يوم 11 مايو/أيار 2022، مع مجموعة من الصحفيين بالقرب من مدخل مخيم جنين للاجئين حيث أتوا لتغطية غارة إسرائيلية. 

في حين أن اللقطات لا تظهر إطلاق النار على أبو عاقلة، قال شهود عيان لشبكة CNN إنهم يعتقدون أن القوات الإسرائيلية في نفس الشارع أطلقت النيران عمداً على الصحفيين في هجوم مستهدف. كان جميع الصحفيين يرتدون سترات زرقاء واقية حددت أنهم أعضاء في وسائل الإعلام.

روايات كثيرة لصحفيين فلسطينيين 

أضافت شذى حنيش أحد المرافقين لشيرين أبو عاقلة والتي صورتها اللقطات وهي تحاول الاختباء جانب الشجرة التي سقطت بمحاذاتها أبو عاقلة : "لقد وقفنا أمام المركبات العسكرية الإسرائيلية لحوالي خمس إلى عشر دقائق قبل أن نتحرك للتأكد من رؤيتنا. وهذه عادة لنا كصحفيين، نتحرك كمجموعة ونقف أمامهم لذلك هم أعلم أننا صحفيون، وبعد ذلك نبدأ في التحرك".

قالت حنيش إنها أصيبت بصدمة عندما أصيبت أبو عاقلة، لم تستطع فهم ما كان يحدث. بعد أن سقطت أبو عاقلة على الأرض، اعتقدت حنيش أنها ربما تكون قد تعثرت.

أضافت: "بمجرد أن سقطت (شيرين)، لم أكن أدرك بصراحة أنها [أصيبت].. كنت أسمع صوت الرصاص، لكنني لم أكن أدرك أنهم كانوا يقتربون نحونا". وأضافت: "اعتقدت أنهم يطلقون النار، لذا بقينا، لم أكن أعتقد أنهم كانوا يحاولون قتلنا".

أدلة جديدة على قتل أبو عاقلة 

التحقيق الذي أجرته شبكة "سي إن إن" قدم أدلة جديدة- بما في ذلك مقطعا فيديو لمسرح إطلاق النار- على أنه لم يكن هناك قتال نشط، ولا أي مسلحين فلسطينيين، بالقرب من أبو  عاقلة في اللحظات التي سبقت وفاتها. وتشير مقاطع الفيديو التي حصلت عليها سي إن إن، والمدعومة بشهادة ثمانية شهود عيان ومحلل صوتي وخبير أسلحة متفجرة، إلى مقتل أبو عاقلة في هجوم استهدفها من قبل القوات الإسرائيلية.

تظهر اللقطات مشهداً هادئاً قبل أن يتعرض الصحفيون لإطلاق النار في ضواحي مخيم جنين للاجئين بالقرب من دوار العودة الرئيسي. قالت  حنيش وأربعة صحفيين آخرين وثلاثة من السكان المحليين إن ذلك كان صباحاً عادياً في جنين، التي يقطنها حوالي 345 ألف شخص- يعيش 11400 منهم في المخيم. كان الكثير منهم في طريقهم إلى العمل أو المدرسة، وكان الشارع هادئاً نسبياً.

كان هناك شعور بالإثارة عندما وصلت الصحفية المخضرمة، وفي مقطع فيديو مدته 16 دقيقة على هاتف محمول تمت مشاركته مع CNN، يسير الرجل الذي يصور باتجاه المكان الذي تجمَّع فيه الصحفيون بجانب أبو عاقلة، ويقترب من مسافة العربات المدرعة الإسرائيلية المتوقفة عن بعد، ويقول: "انظر إلى القناصين". ثم عندما ينظر مراهق إلى الشارع بتردد، يصرخ: "لا تمزح.. هل تعتقد أنها مزحة؟ لا نريد أن نموت. نريد أن نعيش".

سالم عوض، 27 عاماً، من سكان مخيم جنين، الذي صور مقطع الفيديو البالغة مدته 16 دقيقة، قال لشبكة CNN إنه لم يكن هناك مسلحون فلسطينيون أو أي اشتباكات في المنطقة، ولم يكن يتوقع إطلاق نار، نظراً لوجود الصحفيين في الجوار.

القضية الفلسطينية
لوحة جدارية في غزة بصورة الصحفية الراحلة شيرين أبو عاقلة / الأناضول

قال: "لم يكن هناك صراع أو مواجهات على الإطلاق. كنا نحو عشرة رجال، أخذنا نتجول ونضحك ونمزح مع الصحفيين". وأضاف: "لم نكن خائفين من أي شيء. لم نتوقع حدوث أي شيء، لأننا عندما رأينا الصحفيين في الجوار، اعتقدنا أنها ستكون منطقة آمنة".

تغير سريع في المشهد 

لكن الوضع تغير بسرعة. قال عوض إن إطلاق نار اندلع بعد حوالي سبع دقائق من وصوله إلى مكان الحادث. ويصور مقطع الفيديو الخاص به لحظة إطلاق النار على الصحفيين الأربعة- أبو عاقلة، وحنيش، والصحفي الفلسطيني مجاهد السعدي، ومنتج الجزيرة علي الصمودي، الذي أصيب في إطلاق النار، في اللقطات يمكن رؤية أبو عاقلة وهي تبتعد  عن القصف.

أضاف: "رأينا حوالي أربع أو خمس عربات عسكرية في ذلك الشارع وبنادقها تخرج منها، وأطلقت إحداها النار على شيرين. كنا نقف هناك، ورأيناها. وعندما حاولنا الاقتراب منها، أطلقوا النار علينا"، تابع  عوض: "حاولت عبور الشارع للمساعدة، لكنني لم أستطِع"، مضيفًا أنه رأى رصاصة أصابت أبو عاقلة في الفجوة بين خوذتها وسترتها الواقية، بالقرب من أذنها.

في حين استعرضت شبكة CNN ما مجموعه 11 مقطع فيديو تظهر المشهد والقافلة العسكرية الإسرائيلية من زوايا مختلفة – قبل وأثناء وبعد مقتل أبو عاقلة، وكان شهود العيان الذين كانوا يصورون الصحفية وقت إطلاق النار عليهم أيضاً في مرمى النيران وتراجعوا عند بدء إطلاق النار. 

جثمان الصحفية الراحلة شيرين أبو عاقلة/Getty Images

 أدلة مرئية على مقتل شيرين أبو عاقلة 

تشمل الأدلة المرئية التي راجعتها CNN شريط فيديو نشره الجيش الإسرائيلي، والذي يصور جنوداً يجرون عبر زقاق ضيق، حاملين بنادق هجومية من طراز M16، ومتغيرات أخرى، أثناء خروجهم إلى الشارع حيث تقف المركبات المدرعة.

في مقاطع الفيديو، يمكن رؤية خمس سيارات إسرائيلية مصطفة في صف واحد على نفس الطريق حيث قتلت أبو عاقلة. 

كذلك في الجزء الخلفي من السيارة، فوق الأرقام مباشرة، توجد فتحة ضيقة مستطيلة الشكل في الجزء الخارجي من السيارة. وقال العديد من شهود العيان لشبكة CNN إنهم رأوا بنادق قنص تبرز من الفتحات قبل بدء إطلاق النار، لكن لم يسبق ذلك إطلاق نار آخر.

تحميل المزيد