أظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية سفينتين روسيتين تحملان أكواماً من الحبوب المسروقة من أوكرانيا، وذلك في الوقت الذي تتعرض فيه الإمدادات العالمية منها للتهديد بسبب الهجوم الروسي، وفق ما نشرته صحيفة The Independent البريطانية، الثلاثاء 24 مايو/أيار 2022.
إذ تُظهر الصور التي تعود للفترة من 19 إلى 21 مايو/أيار، سفينتين لنقل البضائع السائبة، ترفعان العلم الروسي -ماتروس بوزينيتش وماتروس كوشكا- في ميناء سيفاستوبول، في شبه جزيرة القرم، وتُنقل إليهما الحبوب.
وبحسب الصحيفة، فإن مركز الاتصالات الاستراتيجية وأمن المعلومات، التابع لوزارة الثقافة والإعلام الأوكرانية، قال: "تُظهر صور أقمار اصطناعية جديدة التقطتها شركة Maxar Technologies حبوباً مسروقة من أوكرانيا، يجري تحميلها على سفن روسية في شبه جزيرة القرم".
وأضاف المركز: "توجد سفينتان ترفعان العلم الروسي، راسيتان ومحمّلتان بحبوب مسروقة من أوكرانيا في ميناء سيفاستوبول المحتل مؤقتاً".
ويقول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الجنود الروس "يسرقون تدريجياً" مئات الآلاف من أطنان الحبوب ويحاولون بيعها.
رحلة السفينتين
كما أظهر موقع تتبُّع السفن MarineTraffic.com، أن السفينتين رحلتا عن الميناء الآن، وأن الأُولى في طريقها إلى بيروت عبر بحر إيجة، فيما لا تزال ماتروس كوشكا في البحر الأسود.
ولم يتضح في الحال إن كانت السفينتان مشاركتين في نقل الحبوب المسروقة من أوكرانيا، لكن أراضي القرم التي ضمَّتها روسيا لا تُعرف بإنتاج كميات كبيرة من الحبوب، على عكس الأجزاء الأخرى في شمال أوكرانيا، مثل خيرسون وزاباروجيا.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن القوات الروسية في المناطق الخاضعة لسيطرتها أفرغت عدة صوامع من الحبوب، وأرسلتها إلى المنطقة الجنوبية.
مطالبات بفتح موانئ أوكرانيا المحاصرة
وفي 21 مايو/أيار، طالب الرئيس زيلينسكي المجتمع الدولي بمساعدة بلاده المحاصرة في فتح موانئها البحرية.
إذ قال زيلينسكي: "على المجتمع الدولي مساعدة أوكرانيا في فتح موانئها البحرية، وإلا فأزمة الطاقة ستتبعها أزمة غذاء، وستتعرض لها دول أخرى كثيرة".
كما أضاف أن روسيا "أغلقت جميع الموانئ تقريباً، وجميع -إذا جاز التعبير- الفرص البحرية لتصدير الغذاء؛ الحبوب والشعير ودوار الشمس وأشياء أخرى كثيرة".
وانتزعت العمليات البحرية الروسية السيطرة والمرور إلى شمال غرب البحر الأسود وبحر آزوف، من الوقت الذي غزت فيه أوكرانيا، يوم 24 فبراير/شباط، ما أدى إلى توقف التجارة والشحن في المنطقة.
فيما حذَّر الخبراء من تراجع إنتاج القمح إلى النصف هذا العام.
من جانبه، اتهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، موسكو، بتحويل الغذاء إلى سلاح، وحرمان ملايين الأشخاص من الحبوب بعد غزوها لأوكرانيا، لافتاً إلى أن الصوامع الأوكرانية تحوي 22 مليون طن من الحبوب.
في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس"، أن ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، وصف تقارير سرقة روسيا للحبوب بأنها "أنباء كاذبة".