تحركات دبلوماسية مكثفة بين أمريكا والسعودية.. وفد من الكونغرس في الرياض، ومسؤول بارز بواشنطن

عربي بوست
تم النشر: 2022/05/25 الساعة 07:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/25 الساعة 07:45 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي جو بايدن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان/ عربي بوست

يسارع المسؤولون في السعودية وأمريكا تحركاتهم خلال الأسابيع الأخيرة من أجل إصلاح العلاقات المتوترة بين البلدين منذ انتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة عام 2020، خاصة بعد اتهامات وجهها بايدن لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

في أحدث خطوة لتطبيع العلاقات بين أمريكا والسعودية، أعلنت الرياض الثلاثاء 24 مايو/أيار 2022، أن "وفداً من أعضاء الكونغرس الأمريكي" التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبحثا "علاقات الصداقة ومسائل مشتركة".

كما أفادت وكالة الأنباء السعودية بأن ولي عهد البلاد التقى "وفداً" من أعضاء الكونغرس الأمريكي الجمهوريين، هم: كريس ستوارت، وجاي ريسكنثالر، وليسا مكلين.

أضافت الوكالة: "جرى خلال الاستقبال استعراض علاقات الصداقة بين البلدين، وعدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك"، دون تفاصيل أكثر.

تأتي زيارة الوفد في وقت يتحدث فيه مراقبون عن "فتور" بالعلاقات السعودية- الأمريكية، وحديث إعلام أمريكي عن لقاء محتمل هو الأول من نوعه بين ولي العهد والرئيس جو بايدن.

مسؤول سعودي بارز في أمريكا

كما تتزامن زيارة "وفد" الكونغرس للرياض (غير محدد مدتها)، مع أخرى يجريها نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، لواشنطن، بدأت في 18 مايو/أيار الجاري، "إنفاذاً لتوجيهات" بن سلمان، بحسب ما نقلته الوكالة آنذاك.

حيث التقى الأمير خالد، خلال زيارته التي لم يعلن اختتامها بعد، كلاً من مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ووزير الدفاع لويد أوستن، والمبعوث الخاص لليمن تيم ليندركينغ، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، متطرقاً إلى العلاقات الثنائية والأزمة اليمنية والتعاون في المجالات الدفاعية والعسكرية.

فيما ذكرت شبكة "CNN" الأمريكية، الجمعة 20 مايو/أيار، أن الرئيس بايدن وبن سلمان قد يجتمعان للمرة الأولى خلال يونيو/حزيران المقبل، ما قد يشكل وفق مراقبين تحولاً في موقف الرئيس الأمريكي المتحفظ تجاه ولي العهد منذ وصول الأول للسلطة.

رحلات "مكوكية" بين الرياض وواشنطن

قبل ذلك التقى مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز سراً مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مدينة جدة، خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، ضمن جولة إقليمية، حسب موقع The Intercept الأمريكي.

الاجتماع غير المعتاد -الذي كانت صحيفة The Wall Street Journal أول من أخبرت عنه- يعتبر أول لقاء معروف بين كبير جاسوسية الولايات المتحدة والحاكم الفعلي للسعودية.

وفقاً لثلاثة مصادر مطلعة، كانت هذه أحدث محاولة من مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى لمناشدة السعودية بشأن النفط وسط ارتفاع أسعار الغاز الأمريكي. بينما كشف مصدران، حضرا المباحثات، لموقع إنترسبت، أنَّ الموضوعات المطروحة على الطاولة شملت أيضاً مشتريات أسلحة سعودية من الصين.

أجرى موقع إنترسبت مقابلة من أجل هذه القصة مع مسؤول استخباراتي أمريكي ومصدرين لهما علاقات بمجتمع المخابرات الأمريكية، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة الأمور الحساسة، فضلاً عن مصدر مقرب من أفراد العائلة المالكة السعودية، ومسؤول بمركز أبحاث. 

كان الاجتماع أيضاً فرصة لطرح موضوع يثير قلق واشنطن الشديد؛ وهي علاقة الرياض المتنامية مع الصين. 

مخاوف من تقارب السعودية مع الصين

بالإضافة إلى طلب بيرنز بشأن النفط، طلب مدير وكالة المخابرات المركزية أيضاً من المملكة العربية السعودية عدم الاستمرار في شراء أسلحة من الصين، وفقاً لمصدرين مقربين من المخابرات الأمريكية.

كان انفتاح المملكة العربية السعودية تجاه بكين -وعلى الأخص، استكشاف إمكانية بيع نفطها بالعملة الصينية، اليوان- قد تسبّب في إثارة الذعر في واشنطن. 

بينما حذر مدير المخابرات الوطنية أفريل هينز، في شهادة مجلس الشيوخ، من جهود الصين وروسيا "لمحاولة تحقيق تقدم مع شركائنا في جميع أنحاء العالم"، مشيراً إلى السعودية والإمارات على سبيل المثال. 

إذ قال المصدر المقرب من المخابرات الأمريكية إنَّ ما لم يُعرَف علناً هو أن الحكومة السعودية تخطط لاستيراد صواريخ باليستية في وقت لاحق من هذا الشهر من الصين في إطار برنامج سري أُطلِق عليه اسم "التمساح". 

تحميل المزيد