كشف مسؤول كبير بمنظمة الصحة العالمية، الثلاثاء 24 مايو/أيار 2022، أن المنظمة لا تعتقد أن تفشي مرض جدري القرود خارج قارة إفريقيا يستدعي إطلاق حملات تطعيم جماعية؛ إذ إن القيام بإجراءات احترازية أخرى سيسهم في السيطرة على انتشاره.
ريتشارد بيبود الذي يقود فريق مسببات الأمراض عالية التهديد في منظمة الصحة العالمية بأوروبا، قال إن الإجراءات الأساسية للسيطرة على انتشار المرض تتمثل في الحفاظ على النظافة الشخصية وما سماه "اتباع سلوك جنسي" آمن، وأضاف أنه من الضروري تتبع المريض وعزله، مشيراً إلى أنه لا ينتشر بسهولة شديدة، ولم يتسبب حتى الآن في ظهور مرض خطير. أما عن اللقاحات، فقال المسؤول بالصحة العالمية إن اللقاحات المستخدمة لمكافحة جدري القرود قد تحمل بعض الآثار الجانبية الخطيرة، وليس واضحاً بعد سبب تفشي المرض، إذ يحاول العلماء فهم مصدر الحالات وما إذا كان أي شيء قد تغير في الفيروس.
وأضاف بيبودي، في مقابلة مع رويترز، أن الإمدادات الفورية من اللقاحات ومضادات الفيروسات محدودة نسبياً.
وجاءت تصريحات بيبودي بينما أعلنت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أنها في طور إطلاق جرعات من لقاح (جينيوس) لاستخدامها مع حالات لمرض جدري القرود.
فيما قالت الحكومة الألمانية إنها تدرس الخيارات المتاحة فيما يتعلق بالتطعيمات، ومنحت بريطانيا التطعيمات للعاملين لديها في مجال الرعاية الصحية.
وتدقق سلطات الصحة العامة في أوروبا وأمريكا الشمالية في أكثر من 100 حالة اشتباه أو مؤكدة بالعدوى الفيروسية في أسوأ تفشّ للفيروس خارج قارة إفريقيا التي يتوطن فيها.
وكانت روزاموند لويس، مديرة إدارة الجدري ببرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، قد قالت الإثنين إن المنظمة ليس لديها دليل على أن فيروس جدري القردة قد تحور.
يُشار إلى أن جدري القرود يُعد أحد أشكال مرض الجدري الجلدي، وهو مرض تم القضاء عليه عام 1980، ويعتبر من الأنواع الأقل انتقالاً وفتكاً، كما أن أعراضه أكثر اعتدالاً.
عادة ما يستمر المرض مدة أسبوعين إلى 4 أسابيع، ويمكن أن تظهر أعراضه خلال فترة تتراوح من 5 إلى 21 يوماً بعد الإصابة، وتم الكشف عن هذا المرض أول مرة في العام 1958، عندما ظهر مرض يشبه الجدري في قرود أحد المختبرات، ومن هنا أُخذت هذه التسمية.